الشباب يتصدَّوْن للعنصرية
وفي ربيع وصيف العام 2020، عبّر الشباب جهارًا عن دعمهم لحركة أرواح السود غالية، عبر المشاركة في مسيراتها التي اجتذبت الملايين من المتظاهرين في جميع أنحاء العالم. فاجتمع الشباب بأعداد كبيرة في الشوارع، ومعظمهم من المراهقين وممّن هم في عقدهم الثاني، احتجاجًا على الظلم العنصري. وشجّعوا على المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوا أقرانهم إلى التحدث علانًا والدفاع عن مساواة الجميع في الحقوق.
وبرز نشاطهم النضالي أكثر فأكثر في ظلّ تفشيّ جائحة كوفيد-19، التي أدّت إلى فرض قيود على التجمعات العامة في العديد من البلدان. وعندما بدأ الفيروس في الانتشار في أوائل العام 2020، تفشّت جائحة أخرى موازية، بثّت الكراهية والعنف والخوف واستهدفت فئات عرقية وقومية معينة. وسرعان ما اتضح أن أوجه التفاوت الصارخة، المتجذرة أحيانًا في العنصرية، قد عرّضت المنحدرين من أصل أفريقي والشعوب الأصلية والأشخاص الملونين لخطر أكبر بالإصابة والوفاة.
ويواجه العديد من الشباب المتأثرين بشدة من جائحة كوفيد-19، بمن فيهم من ينتمي إلى الأقليات، تفاقم التمييز العنصري، واضطرابات شديدة في الوصول إلى التعليم، وانخفاض فرص العمل، ومحدوديّة المشاركة في الحياة العامة، ما يعيق تمكينهم فرديًا واجتماعيًا.
وفيما نحتفل هذه السنة، كما سابقاتها، باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في 21 آذار/ مارس، ندعو الجميع إلى الانضمام إلى الشباب في جميع أنحاء العالم، فيما يجذبوننا نحو ثقافة التسامح والمساواة ومناهضة التمييز، من خلال التصدّي للتحيز العنصري والتعصب.
يجب تمكين الشباب كي يُعمِلُوا حقوقهم في حرية التعبير والتجمع والوصول إلى المعلومات، لأنهم يتمتّعون في الواقع بالحقّ في المشاركة في حياة المجتمع المحلي.
ويستحقّ الشباب، بمن فيهم من ينتمي إلى أقليات قد تواجه التمييز، الحصول على دعم أقوى في تأمين عمل لائق وتعزيز فرص العمل.
وللشباب الحق أيضًا في التعرف على حقوق الإنسان وأدوات حقوق الإنسان التي يمكن استخدامها من أجل مكافحة القمع والعنصرية والتمييز.
ندعو جميع صناع القرار إلى تمكين هؤلاء الشباب من خلال منحهم مقعدًا على طاولة صنع القرار.
يحتفل العالم في 21 آذار/ مارس من كل عام، باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، إحياءً لذكرى اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في شاربفيل بجنوب أفريقيا، النار على عدد من المتظاهرين السلميين ضد "قوانين إقرار" الفصل العنصري في العام 1960، فقتلت 69 شخصًا منهم. وموضوع احتفالات هذا العام هو "الشباب يتصدَّوْن للعنصرية."