Skip to main content

المفوضية السامية لحقوق الإنسان

حوامل من اللاجئات من مجتمع الروهينغيا بحاجة ماسة إلى المساعدة

ضحايا الاغتصاب من الروهينغيا

09 أيّار/مايو 2018

آلاف النساء من الروهينغيا اللواتي اغتَصَبَهنّ الجيش البورمي يعشنَ من مخيّمات لاجئين ويواجهنَ خطر الفيضانات الموسميّة
بقلم أندرو غيلمور وبراميلا باتن
9 أيّار/ مايو 2018، الساعة 11:00 مساءً (+ 2 توقيت غرينتش الوسطيّ)

هل سيستجيب المجتمع الدوليّ؟

بعد بضعة أسابيع، تُغرق الأمطار الموسميّة السنويّة بنغلادش. وفي غضون ذلك، يدخل في المخاض آلاف الفتيات والنساء اللواتي يعشن في أكواخ متردّية من الخيزران منتشرة على طول الحدود مع ميانمار. وعلى هؤلاء الأمّهات الجديدات أن يواجهن، بالإضافة إلى الفيضانات والانهيارات الوحليّة، والنقص الهائل في الخدمات، وصمة عار اجتماعيّة عميقة لا ترحم.

والسبب؟ أتى العديد من حالات الحمل هذه نتيجة عمليّة اغتصاب.

فاللاجئون من الروهينغيا الذين طردتهم قوّات الأمن البورميّة في الخريف الماضي إلى بنغلادش، ويقدّر عددهم بحوالى 700,000 شخصًا، عانوا الكثير الكثير من الصدمات. وقد وصفت الأمم المتّحدة وغيرها من الأطراف هذه العمليّة بالتطهير العرقيّ الواضح والجليّ.

ويُعتَبَر العديد من الروهينغيا في عداد الموت. كما جُرِفَت قراهم وتشتّت أسرهم.

وفي موازاة ذلك، يبدو أنّ آلاف الشابّات تعرّضن إلى حملة اغتصاب منهجيّة. فقد خَلُص تقرير حديث لأمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، إلى أنّ التهديد المتفشّي واللجوء إلى العنف الجنسيّ شكّلا جزءًا لا يتجزّأ من جهود الجيش البورمي لترهيب مجتمع الروهنغيا – وشكّلا أداة استُخدمت عمدًا لطرد مجتمع الروهينغيا من أرضه وثنيه عن العودة يومًا.

زرنا معًا منطقة كوكس بازار في بنغلادش – وقد أصبحت فجأة أكبر مخيّم لاجئين في العالم. وأسمعتنا نساء وفتيات قصصًا تفطر القلوب: هي شهادات متطابقة وموثوقة حول عمليّات اغتصاب فرديّ وجماعيّ على أوسع نطاق ممكن، بالإضافة إلى حالات اختطاف لغرض الاسترقاق الجنسيّ. وعلى الرغم من أنّه لا يمكن التأكيد على كلّ تفصيل ذُكِر، إلاّ أنّ الخطوط العريضة لما جرى حقيقةً لأولئك النساء واضح جدًّا.

نظنّ أنّ عدد حالة الحمل بين اللاجئات من النساء والأطفال من الروهينغيا يبلغ 40,000 حالة أقلّه؛ وقد قدّرت وزارة الصحّة في بنغلادش في كانون الأوّل/ ديسمبر 2017 أنّ العدد بلغ الضعف. ومن المرجّح أن يكون الاغتصاب قد أدّى إلى معظم حالات الحمل هذه.

وقد استمرّت معاناة هؤلاء النساء خلال الأشهر التي تلت الهجوم. فغالبًا ما امتنعن عن طلب المساعدة بسبب الصدمة وأعراف مجتمع الروهينغيا المحافظ. وعلى كلّ حال، تناضل بنغلادش وشركاؤها في المساعدة الإنسانيّة من أجل تأمين كل الدعم الذي تحتاج إليه هؤلاء النساء والفتيات. وبسبب التمويل المحدود والمتطلّبات الإداريّة المرهقة، بالكاد يمكن الضحايا الوصول إلى خدمات العناية الصحيّة في المخيّمات، أو في بعض الحالات لا يمكنهنّ حتّى الوصول إليها. وفي حال تأمينها، لا يمكنها أن تخلّصهنّ من معاناتهنّ. فهنّ شبه متأكّدات من أنّهنّ وأطفالهنّ سينبذون اجتماعيًّا، ويستبعدون عن أسرهم الممتدّة ويُتركون لتدبّر أمرهم بنفسهم.

ما من وقت لنضيّعه. فقد بدأ المطر ينهمر في منطقة كوكس بازار؛ كما أنّ شهر أيّار/ مايو هو شهر الأعاصير. ويمكن الفيضانات والانهيارات الأرضيّة في المخيم أنّ تتسبّب بكوارث مفجعة حتّى من دون فورة في الولادات. وفي حين تستعدّ وكالات المساعدة الإنسانيّة لمواجهة الأمطار الموسميّة بأفضل طريقة ممكنة، لا تزال بحاجة إلى المزيد من الموارد.

وممّا لا شكّ فيه أنّ التحدّيات الطويلة الأمد التي تواجه ضحايا الاغتصاب من الروهينغيا هائلة. ويتطلّب صقلُ المواقف الاجتماعيّة ليرحِّب بهم المجتمعُ من جديد، الكثيرَ من الصبر والتثقيف. ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة أساسيّ لاستعادة الضحايا كرامتهم.

إلاّ أنّ الأولويّة الطارئة تكمن في إنقاذ الحياة، ما يفرض نقل هؤلاء الأمّهات إلى مواقع أقلّ عرضة للأمطار العتيدة. لا يمكن أبدًا الاعتناء بهنّ حيثما يتواجدن الآن. ولا يمكن المجتمع الدوليّ أن يقبل أبدًا أن يكنّ الضحيّة من جديد.

الصفحة متوفرة باللغة: