Skip to main content

حقوق الإنسان 75

الحدث الرفيع المستوى ضمن إطار مبادرة حقوق 75: متّحدون من أجل التغيير

15 كانون الاول/ديسمبر 2023

مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يمازح أعضاء الفريق الاستشاري للشباب التابع لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ أيرينا بوبا

"نجتمع معًا اليوم من أجل إعادة بناء أسس الأمل. أمل نحن بأمسّ الحاجة إليه، ولربما اليوم أكثر من أي وقت مضى، في هذه اللحظة الكئيبة من تاريخنا." هذا ما أعلنه مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في كلمته أمام رؤساء الدول خلال افتتاح الحدث الرفيع المستوى الذي نُظِّم في جنيف بسويسرا ضمن إطار مبادرة حقوق الإنسان 75. وتابع قائلًا: "نشهد الاضطرابات والانقسامات. وجغرافيا سياسية معقدة ومريرة. وعدم مساواة مترسّخة. وخوف ورعب. أمّا الثقة في بعضنا البعض، وفي المؤسسات التي توجّهنا، ففي حالة من الانهيار المستمرّ."

واحتفالًا بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلتقي الدول الأعضاء والجهات الفاعلة في المجتمع المدني وعدد من الفنانين والمدافعين عن حقوق الإنسان في 11 و12 كانون الأوّل/ ديسمبر ضمن سياق الحدث الرفيع المستوى الذي طال انتظاره.

وقد شاركت الحكومة السويسرية في استضافت قمّة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان التي خُصِّصَت لصياغة رؤية مشتركة لمستقبل حقوق الإنسان وإعادة إحياء الروح التي أدت إلى اعتماد الإعلان، في وقت تشتدّ فيه أهمية حماية وتعزيز حقوق الإنسان أكثر من أي وقت مضى.

وطوال 75 عامًا، تمثّل الطموح الأساسي للإعلان في بثّ المساواة والحريات الأساسية والعدالة وغرسها في المجتمعات. كما كرّس الإعلان حقوق جميع البشر وشكّل مخططًا عالميًا للقوانين والسياسات الدولية والوطنية والمحلية وأساسًا متينًا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وذكّر تورك المشاركين أيضًا كيف تتسبّب النزاعات الوحشية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة وإسرائيل، وفي أوكرانيا والسودان وميانمار والعديد من الأماكن الأخرى، في معاناة مروعة للمدنيين، من دون أي شعور بالندم أو الذنب.

وأضاف قائلًا: "إننا نتراجع عن الطموحات الحاسمة الواردة في خطّة التنمية المستدامة. كما يتم خنق الحيّز المدني، وإسكات الأصوات التي يمكنها تعزيز التغيير الذي نحتاج إليه فعلًا. وأزمة المناخ تحرق عالمنا. وهذه ليست نتيجة فشل حقوق الإنسان، بل تشهد على الضرر الذي يحدثه تجاهل حقوق الإنسان وانتهاكها."

وعرض الحدث على المشاركين الـ2,200 الذين شاركوا حضوريًا أو من المراكز الافتراضية، وعلى آلاف الأشخاص الآخرين الذين تابعوا الحدث عبر مركز المؤتمرات الافتراضي الخاص بمبادرة حقوق الإنسان، سلسلة من الطاولات المستديرة المشتركة التي ركّزت على مجالات المناقشة الرئيسية الأربعة بما في ذلك البيئة، والاقتصاد القائم على حقوق الإنسان، والسلم والأمن، والتكنولوجيات الرقمية الناشئة ضمن إطار حقوق الإنسان، وكذلك على عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة، وعلى الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان.

وتابع تورك قائلًا: "أمّا اليوم فأطلب منكم أن تنتقلوا من خصائصكم ووجهات نظركم الوطنية والفردية إلى مناقشة أربعة مجالات رئيسية بشأن كيفية ترسيخ حقوق الإنسان في صميم جميع عمليات صنع السياسات والإجراءات، اليوم وفي الغد. فحقوق الإنسان منفعة عامة عالمية، وكقادة، يُعهد إليكم بواجب النهوض بها."

ومبادئ حقوق الإنسان هي أفضل حل لنا لهذا العالم الذي يكتنفه الخوف والرعب. وأناشدكم إعادة إحياء كلّ من الروح والحيوية والنبض، الذي أدّى إلى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 عامًا.

فولكر تورك، مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان

خلال العام المنصرم، دعت مبادرة حقوق الإنسان 75 الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين مثل المجتمع المدني والقطاع الخاص والبرلمانيين والجمهور إلى تقديم تعهدات، هي كناية عن التزامات عملية للنهوض بحماية حقوق الإنسان على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، انطلاقًا من تجديد النظم والسياسات وصولًا إلى الدفاع صراحةً عن حقوق الإنسان. وخلال الحدث الرفيع المستوى، صرّح تورك بأن 150 دولة أعلنت عن تعهداتها من خلال 286 تعهدًا (وأكثر) أطلقتها منظمات غير حكومية وشركات وهيئات من الأمم المتحدة بشأن مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان، منها النهوض بحقوق المرأة وحقوق الطفل والالتزامات بشأن تغير المناخ وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الإصلاحات التشريعية، على سبيل المثال لا الحصر.

وعُقِدَت أيضًا جلسات أعطت الكلمة للشباب الذين أتيحت لهم فرصة إسماع أصواتهم على الساحة الدولية.

وخلال جلسة حوار مع الشباب أعلن تورك قائلًا: "نحتاج اليوم إلى التحدث عنكم وإلى الإصغاء إليكم وإلى ملايين الشباب الذين تمثّلونهم، على أمّل أنّهم يتابعوننا اليوم، ويترصدون أيضًا مستقبلهم. ستمضي أجيالكم قدمًا حاملةً شعلة التحرر من الخوف والعوز، والمهمة الهائلة المتمثلة في تحديد مستقبل البشرية وكوكبنا."

وشكّل الشباب أيضًا محور التركيز الرئيسي خلال جلسة الكلمة لكم، حيث شارك المدافعون الشباب عن حقوق الإنسان في حلقة نقاش وعرض الفريق الاستشاري للشباب التابع لمبادرة حقوق الإنسان 75، وهو مجموعة من 12 ناشطًا شابًا من جميع أنحاء العالم، إعلان الشباب.

وقد أعلنت الناشطة التشيلية من مجتمع الميم والعضو في الفريق الاستشاري للشباب أليسون دينيس كاستيلو قائلة: "يستمد إعلاننا القوة من الحكمة الجماعية للأصوات الشابة في جميع أنحاء العالم. فمن الشارع إلى المجال الرقمي، سخرنا طاقة الشباب، وصببناها في وعاء من الأمل والقدرة على المواجهة والصمود والتصميم."

وخلال افتتاح الجلسة، عرضت كبيرة المستشارين في مؤسسات المجتمع المفتوح إلينور كينيدي، النتائج الرئيسية لتقرير مقياس المجتمع المفتوح، وهو مسح تم إطلاقه في أيلول/ سبتمبر 2023، يوضح مواقف ومخاوف وآمال 36,000 شخص من 30 دولة، ما يجعله من بين أكبر تقارير الرأي العام العالمي بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية تمّ إعداده يومًا. ووفقًا للتقرير، أكد 70 في المائة من الأشخاص الذين شملهم المسح الدور الأساسي الذي لا تزال تؤدّيه حقوق الإنسان في حياة الناس.

وختم تورك قائلًا: "لقد كان هذا الحدث رائعًا حقًا، ومفيدًا للغاية لقضية حقوق الإنسان. كما شكّل دليلاً على التزام الناس من مختلف الخلفيات ومن مختلف المجتمعات بقضية حقوق الإنسان."

أبرز لحظات الحدث الرفيع المستوى ضمن إطار مبادرة حقوق 75

الصفحة متوفرة باللغة: