Skip to main content

المرأة

تلبية احتياجات المرأة، "أولى المستجيبات" لأزمة كوفيد-19 في مصر

25 شباط/فبراير 2021

لمست مؤسِّسَة ومديرة مؤسَّسة القاهرة للتنمية والقانون انتصار السعيد، تزايد أعباء كوفيد-19 التي ألقِيَت على كاهل المرأة في مصر. فقرّرت أن تركّز عمل مؤسَّستها خلال الأزمة على أكثر الفئات ضعفًا في البلاد.

مع تفاقم أزمة كوفيد-19، أمست التحديات التي تواجه المرأة في مصر أكثر تعقيدًا وصعوبة. فاضطرّت على تأدية دور جديد كطبيب الأسرة، ومراقبة ظروف أفرادها الصحية والسعي إلى تحسينها، بالإضافة إلى توفير الخدمات الأخرى وتنفيذ الإجراءات المعتَمَدة لحماية أحبائها من العدوى، ورعاية المصابين بفيروس كورونا المستجدّ، وتكثيف الرعاية التي اعتادت أصلاً على تقديمها إلى المسنين.

أعلنت مؤسِّسَة ومديرة مؤسَّسة القاهرة للتنمية والقانون، انتصار السعيد، قائلة: "أصبحت المرأة في الواقع أولى المستجيبات المسؤولات مباشرةً عن حماية أفراد الأسرة، ومَن يتحمل مسؤولية إصابتهم بالعدوى أم لا. فقد أصبح هذا الدور من أكبر التحديات التي تواجهها المرأة، لا سيّما من ينتمي إلى الفئات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الدنيا."

وأدّت احتياجات الأسرة المالية إلى تفاقم أوضاع المرأة أكثر، بما أنّ المرأة مسؤولة أصلاً عن تلبيتها، لا سيما في ضوء تدابير الحجر والإقفال الوقائية التي اعتمدتها الحكومة. وقد عانت أكثر الفئات ضعفًا، لا سيما مَن يعمل في الاقتصاد غير الرسمي، التهميشَ أكثر من غيرها بسبب تقصير السلطات ووسائل الإعلام، التي توانت عن تقديم المساعدة المالية وغيرها من تدابير الضمان الاجتماعي، وعن تأمين الإمدادات اللازمة لمنع تفشّي العدوى، وعن توفير المعلومات العامة عن الوباء.

ومع ازدياد ساعات عمل المرأة داخل المنزل خلال فترات الحجر والإقفال، التي غالبًا ما تجاوزت 15 ساعة عمل يوميًا لمجرد تلبية احتياجات أسرتها، زاد أيضًا وجود الرجل داخل المنزل. وقد أدى ذلك إلى بروز تحدٍ آخر مقلق للغاية، هو تزايد معدلات العنف المنزلي ضد المرأة.

وأضافت انتصار السعيد قائلة: "شهدت العلاقات الجنسية أيضًا المزيد من التوتّر أثناء فترات الحجر والإقفال. وأعتبر أنّ هذه النتيجة فاضحة للغاية لأّنها تبيّن كيف يؤدّي غياب التربية الجنسية لكلّ من الرجال والنساء إلى تقويض قدرتهم على الوصول إلى المعلومات الجنسية الصحيحة والآمنة."

ومع بداية جائحة كوفيد-19، سعت المؤسسة إلى إعادة النظر في عملياتها على مستويات مختلفة. أولاً، كيف يمكن حماية العاملات في المؤسّسة، وذلك من خلال استعراض التدابير المطلوبة للتباعد الجسدي، مع مراعاة التزاماتهنّ تجاه الأسرة، ومسؤولياتهنّ الوظيفية، وأنشطة المؤسّسة المستمرّة.

وشرحت انتصار السعيد قائلة: "كان علينا أن نكتشف كيف يمكن للمؤسسة أن تتّخذ إجراءات مرنة تتوافق مع هذه الأوقات الاستثنائية، وكيف يمكن اعتماد أنشطة جديدة تعالج هذه الظروف غير العادية، وكيف يمكن تأجيل أنشطة أخرى من دون الإخلال بأهداف المؤسّسة الاستراتيجية."

فقرّرت المؤسّسة تركيز أنشطتها على تأثير التدابير الوقائية التي أعلنت عنها الحكومة المصرية على النساء، لا سيّما على المهمّشات والفقيرات والعاملات اللواتي هنّ في أوضاع غير نظامية، والعاملات المهاجرات، وغيرها من الفئات الأخرى الأكثر تضررًا، مسترشدةً بتجارب البلدان الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط التي تتميّز بسياقاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المماثلة لسياقات مصر. وقد نشرت المؤسّسة أبحاثًا تناولت الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمرأة في زمن الوباء.

وختمت انتصار السعيد قائلة: "لقد فكرنا أيضًا في أفضل السبل لإبلاغ النساء بالتدابير الوقائية والتباعد الجسدي. فنشرنا موادًا توعوية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مستخدمين اللغة العامية المصرية. كما أنشأنا خطًا ساخنًا وعقدنا اجتماعات جماعية عبر الإنترنت لتقديم الدعم النفسي والمشورة للناجيات من العنف الجنسي."

في 25 شباط/ فبراير 2021

الصفحة متوفرة باللغة: