Skip to main content

"الرياضة وحقوق الإنسان تمنحني الأمل"

11 تشرين الأول/أكتوبر 2018

قلبت ألعاب القوى حياة روز لوكونيان رأسًا على عقب بكلّ ما للكلمة من معنى.

قلبت ألعاب القوى حياة روز لوكونيان رأسًا على عقب بكلّ ما للكلمة من معنى.

كانت تعيش في مخيّم للاجئين شمال كينيا، بعدما هربت من بلدها الأم جنوب السودان في منتصف الليل، وهي لا تزال في العاشرة من عمرها. وبينما كانت تحضر حدثًا رياضيًّا في المخيّم، اقترح أحد الأساتذة عليها أن تشارك في سباق الـ10 كيلومترات. ومن دون أيّ تدريب، تمكّنت يومذاك من أن تحصد المركز الثانيّ في السباق.

وبعد مرور سنة على ذلك، وقفت عند خطّ انطلاق سباقات المسافات المتوسّطة الأخرى بموازاة العدّائين الآخرين، في خلال الألعاب الأولمبية الصيفيّة للعام 2016 في البرازيل، مشاركةً في فريق الرياضيّين اللاجئين، وهو الأول من نوعه في تاريخ الألعاب الأولمبيّة.

وأعلنت قائلة: "لقد منحتني الرياضة الأمل لأنّها غمرتني بالشجاعة. أنصح زملائي اللاجئين ألاّ يستسلموا أبداً في الحياة. لا أحد يختار أن يكون لاجئًا، ولكن طالما أنّنا نتمتّع بالقدرة المطلوبة، يمكنكم إنجاز المستحيل."

ولوكونيان من الريّاضيّين العديدين الذين شاركوا في النقاش حول حقوق الإنسان والرياضة، ولا سيّما المثل الأعلى الأولمبيّ، ضمن إطار المنتدى الاجتماعيّ. ويوفر المنتدى لمنظّمات المجتمع المدنيّ والدول الأعضاء والوكالات الحكوميّة الدوليّة فرصة للتفاعل على مستوى غير رسميّ حول مجموعة متنوعة من المواضيع وعلاقتها بحقوق الإنسان.

وشكّلت العلاقة بين الرياضة والمثل الأعلى الأولمبيّ وحقوق الإنسان موضوع المنتدى هذه السنة. وأشارت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت أنّ هذه العلاقة قد لا تبدو واضحة للوهلة الأولى. ولكنّ الرياضة، شأنها شأن حقوق الإنسان، تتمحور حول العدالة وتكافؤ الفرص. كما تعزّز التعاون والتمكين.

وأعلنت قائلة: "يمكن الرياضة أن تكون أداة إدماج قويّة. فعندما يصبح الوافد الجديد إلى البلد من كبار الرياضيّين، يفرض عبر إنجازه هذا، الاحترام. ولكنّ الأمر لا يقتصر على عدد ضئيل من النجوم. فغالبًا ما يبدأ إدماج العديد من المهاجرين في مجتمع جديد- بما في ذلك النساء والأشخاص من الفئات الضعيفة- بلغة الرياضة.

أمّا الأسطورة الكينيّة، الحائز على ميداليّتَين ذهبيّتَيْن في الألعاب الأولمبيّة، العدّاء كيبشوغ كينو، فيعتبر الرياضة وحقوق الإنسان والمثل الأولمبيّ من الجوانب الحيويّة التي لا غنى عنها، تمامًا كما تقنيّات التنفّس بالنسبة إلى الرياضّي: فهي سهلة التعلّم وسلسة وطبيعيّة في الممارسة. ويدير كينو مؤسّسة تؤمّن المنازل والمساعدة للرياضيّين الشباب الضعفاء من جميع أنحاء شرق أفريقيا، ويرى أنّ الرياضة تساهم في اتّحاد أهم روابطنا الأساسيّة.

فقال: "الإنسانيّة هي الأساس. يأتي كلّ إنسان إلى هذا العالم خالي الوفاض، ويغادره خالي الوفاض أيضًا. ولكنّه يبقى في حالة تعلّم مستمرّ."

وقد أشار رئيس اللجنة الدوليّة للألعاب الأولمبيّة للمعوقين، أندرو بارسونز، إلى أنّ الرياضة هي من أفضل الوسائل لتعزيز حقوق الإنسان. وتابع قائلاً إنّ حركة الألعاب الأولمبيّة للمعوقين، التي تحتفل هذه السبة بالذكرى السنويّة السبعين لانطلاقها، أصبحت الحدث الرياضيّ الأول الذي يحفّز على الإدماج الاجتماعي.

وأعلن بارسونز أمام المنتدى قائلاً: "تتمتع الرياضة بقدرة توحيد فريدة للجذب والإلهام، فتجمع وتمكّن الناس من جميع الخلفيّات، وبعيدًا عن كافة أشكال التمييز."

أمّا تايلي تيرينا من الألعاب العالميّة للسكّان الأصليّين، فقد اعتبرت من جهتها أنّ الرياضة تسمح أيضًا بنقل الهويّة والثقافة. وتابعت تيرينا، وهي من قبيلة تيرانا الأصليّة في البرازيل، قائلةً إن المشاركة في هذه الألعاب العالميّة تُظهر للناس من خارج المجتمع الوجه الحقيقيّ للسكان الأصليّين، بينما تسمح لهم في الوقت نفسه بالحفاظ على تقاليدهم واحتضانها.

وأشارت قائلة: "للناس أفكار وصور نمطيّة بشأن السكان الأصليّين، فيظنّون أننا نعيش عراة في الغابة، وهي أفكار الاستعمار نفسها. لكنّ الألعاب العالميّة  تؤمّن لنا جسر عبور. وبالتاليّ، يمكنني أن أستخدم الرسوم على جسدي، وغطاء رأسي، وأقراطي – تمامًا كما فعل أجدادي. ولكنّه يمكنني أيضًا أن أعيش في المدينة حاملة هاتفي الخلوي ومرتدية سروال الجينز. أظّن أنّ العلاقة بين الرياضة وحقوق الإنسان تكمن هنا. وفي الألعاب العالميّة للسكان الأصليّين نظهر أننا بشر. ويمكننا أن نكون ما نحن عليه."

11 تشرين الأول/أكتوبر 2018


الصفحة متوفرة باللغة: