Skip to main content

الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان لا يزال منارة العالم الساطعة

04 تشرين الأول/أكتوبر 2018

أعلن أمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريتش أنّ فكرة حقوق الإنسان التي ينصّ عليها الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان كان لها "أثر ثوريّ" خلال السنوات الـ70 الأخيرة. "فقد أطلق الإعلان العالميّ العنان لمشاركة المرأة الكاملة؛ وحفّز الكفاح ضد العنصريّة وكراهية الأجانب والتعصّب - بما في ذلك حركة مناهضة الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا... "

وقد تحدّث غوتيريتش خلال الاجتماع السنويّ للجمعية العامة للأمم المتّحدة المنعقدة في نيويورك، حيث اجتمع زعماء العالم الأسبوع الماضي. ونظّمت الأمم المتّحدة والدول الأعضاء ومنظّمات المجتمع المدنيّ عدة أحداث للاحتفال بالذكرى الـ70 للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان.

وأكّد غوتيريتش على أنّ الحقوق التي ينصّ عليها الإعلان تعود للجميع أينما وجدوا، وأنّ لا حدود ماديّة أو معنويّة لها. فقال: "لا أحد يفقد حقوق الإنسان المتأصّلة فيه مهما فعل. "

اعتُمد الإعلان العالميّ في باريس في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 1948، ويحتفل العالم أجمع منذ ذلك الحين بهذا التاريخ على أنّه يوم حقوق الإنسان. وقد أكّد الوزير الفرنسيّ للشؤون الأوروبية والخارجيّة، جان-إيف لو دريان، على عالميّة حقوق الإنسان وأسبقيّتها.

فقال: "ليست حقوق الإنسان مجرد قيم نكيّفها مع الثقافات أو الهويّات المحليّة. وليس احترام حقوق الإنسان بخيار سياسيّ، بل هو التزام قانوني."

وأكد العديد من البلدان ومناصري المجتمع المدنيّ على أن الإنجازات التي تحقّقت خلال العقود السبعة الماضية لا تزال هشة وأن مبادئ حقوق الإنسان أمست مهدّدة بشكل متزايد.

ومن بين التحدّيات العديدة التي تمّ التطرّق إليها تفشّي الحركات الشعوبيّة والقوميّة المتطرّفة، والنزاعات التي طال أمدها والإرهاب، والفقر وانعدام الأمن الغذائيّ، والجريمة عبر الوطنيّة، وارتفاع حدّة تدفّق اللاجئين والمهاجرين. واعتبر كلّ من الممثّلة الخاصة لأمين عام الأمم المتّحدة المعنيّة بالهجرة الدوليّة لويز أربور، والمفوّضة السامية السابقة لحقوق الإنسان ماري روبنسون تغير المناخ من قضايا حقوق الإنسان البالغة الأهميّة.

وعلى الرغم من هذا الواقع، أجمع المشاركون في الاجتماع على أنّ الإعلان العالميّ قدّم خدمات جليلة للمجتمع، وهو لا يزال أفضل أداة متوفّرة لمواجهة أكبر التحديات في العالم بما في ذلك حماية الصحفيّين، وحماية المدنيّين خلال النزاعات، وتوفير حيز رقميّ آمن وتغيّر المناخ.

وأشارت ميشيل باشليه، التي تشارك للمرة الأولى في اجتماع الجمعيّة العامة بصفتها مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، إنّ حقوق الإنسان هي الحجارة المتشابكة التي تبني مجتمعات مرنة وقادرة على الصمود أمام التهديدات والتصدّي لها، وعلى حل النزاعات سلميًّا، وتيسير تقدم جميع أعضائها تقدّمًا مستمرًا نحو الازدهار والرفاهية.

وشددت باشليه قائلة: "عندما تُنتَهَك حقوق الإنسان، وعندما تتسبب الانتهاكات والتجاوزات بأزمات ونزاعات متفجرة، تأتي نتيجة لا يمكن احتمالها وتُتَرجَم إراقةً للدماء ودمارًا للاقتصادات والبشريّة."

وعرضت مؤسِّسَة مركز إلمان للسلام وحقوق الإنسان في الصومال، الواد إلمان، العواقب المأساوية للفشل في إعمال حقوق الإنسان، واستشهدت بنتائج مسح أجري بالتعاون مع برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي في مناطق النزاع في أفريقيا، حيث أنّ أكثر من 70 في المائة من المقاتلين السابقين في القارة أشاروا إلى أنّ عنف الدولة هو ما دفعهم إلى الالتحاق بالجماعات المسلّحة المتطرّفة.

وأضافت قائلة: "ليست حقوق الإنسان مجرد قضيّة نفكر فيها بعد انتهاء الحرب. كما يجب أن نكتشف لما يلجأ الناس إلى هذه الجماعات كسبيل للثورة. نحن بحاجة إلى إنشاء حيّز آمن للمعارضة السياسية."

متطلّعًا إلى المستقبل، حثّ غوتيريتش الشباب، بصفتهم الحرّاس الحقيقيّين للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، على حمل شعلة حقوق الإنسان إلى المستقبل.

وختم قائلاً: "أنتم مؤتمنون على إبقاء الإعلان منارة ساطعة لسبعين سنة إضافيّة، تضيء لنا الطريق نحو عالم من السلام والكرامة والفرص للجميع."

4 تشرين الأول/أكتوبر 2018


الصفحة متوفرة باللغة: