Skip to main content

حديث حول "اللطف والسخاء"

07 آذار/مارس 2018

ولد منذ مئة سنة، نيلسون روليهلاهلا مانديلا، من عظماء التاريخ، وذلك في جنوب إفريقيا حيث حُرِم من حقوقه بسبب لون بشرته.

وقد أمضى ماديبا، وهو الاسم الذي يطلقه عليه أبناء وطنه وأصدقاؤها تحبّبًا، معظم حياته يقاوم الفصل العنصريّ ويطالب ببلد يحكمه الإدماج والطيبة والتسامح.

لم تحبط السنوات الـ27 التي أمضاها في العزل مسجونًا، من عزيمته ولم تثنه عن هدفه. وفي العام 1990، رحّب بإطلاق سراحه من دون أيّ مرارة ولم يسعَ إلى الانتقام من ساجنيه، لا بل لعب دورًا حاسمًا في توحيد شعبه ضمن أمّة متنوّع تنوّع ألوان قوس القزح، وقد ألهمت فلسفته الجماهير في العالم أجمع.

ودُعِي مؤخّرًا مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان زيد، إلى المشاركة في المحادثة التي جرت على هامش انعقاد مجلس حقوق الإنسان احتفالاً بمئويّة منديلا وإرثه، فأشار قائلاً: "هو من بين أعظم قادة حقوق الإنسان في عصرنا."

وانضمّت ماري روبنسن، مفوّضة الأمم المتّحدة الساميّة السابقة لحقوق الإنسان وصديقة منديلا المقرّبة إلى زيد. وأوضح زيد أنّ روبنسن عملت مع منديلا، منذ حوالى الـ20 عامًا، على إعلان بارز بشأن التسامح والتنوّع يتمتّع برؤية مميّزة، قبل أشهر على عقدهما في العام 2001 أوّل مؤتمر مناهض للتمييز العنصريّ في دربن في جنوب إفريقيا.

وأعلن زيد قائلاً: "يتسبب الظلم القائم على التحيّز العنصريّ وغيره من أشكال التعصّب حول العالم بإهانة الملايين من الأشخاص ويعرّضهم إلى الخطر. ويغذّي قادة الرأيّ التعصب عن قصد بهدف تعزيز مطامحهم الشخصيّة."

وأضاف: "هناك العديد من العِبَر التي يمكننا جميعنا أن نستخلصها من حياة نيلسون منديلا [...] ولكن من بين الأمور التي أثبتها هو أنّ الوقت دائمًا مناسب كي نقوم بما هو صحيح."
وكرّرت ماري ربنسون رأي زيد إذ أشارت إلى أنّ مانديلا غيّر سير تاريخ العالم أجمع. وروبنسن ومانديلا من أوّل أعضاء مجلس الحكماء الذي يضمّ حكماء عالميّين بارزين استغلّوا خبرتهم الجماعيّة من أجل المساهمة في معالجة قضايا طارئة عالميّة.

كما كرّرت روبنسون كلمات ذكرها مانديلا وأكّدت أنّها تقدم عبرًا قيّمة لعالم اليوم الذي يزداد تناقضًا وعدائيّة.

وأضافت أنّ إرث دوربن يذكّر من يكافح التمييز العنصريّ "أنّه علينا أن نرفع الصوت عند مواجهة التحيّز بكلّ أشكاله على أساس مبدأ "اللطف والسخاء الذي جسّده ماديبا."

كما عبّرت روبنسون عن قلقها حيال بروز خطابات الكراهية المتفشيّة إلكترونيًّا، فأشارت: "لمواجهة هؤلاء العنصريّن وكارهي النساء والقوميّين والمتطرّفين، علينا أن نؤكّد على قيم نيلسون مانديلا جهارًا وبكلّ ما أوتينا من قوّة في كافة المنتديات الإلكترونيّة وغير الإلكترونيّة."

أمّا وزير العلاقات الخارجيّة في أنغولا مانويل دومنغو أوغوستو، فأشار من جهته إلى أنّه كان من أوّل المسؤولين الإفريقيّين الذين تشرّفوا بالعمل مع نيلسون منديلا. ففي العام 1992، اختارت الأمم المتحدة أنغولا لمساندة جنوب إفريقيا في عمليّة انتقالها بعيدًا عن نظام الفصل العنصريّ.

وأشار أوغوستو إلى أن رؤية منديلا كانت متجذّرة في مبدأ "Ubuntu" (أوبونتو)، وهو مبدأ معروف جدًّا في أفريقيا ينطوي على حسّ بواجب دعم بعضنا البعض، ويمكن ترجمته بعبارة "أنا ما هو عليه لأنّنا جميعنا ما نحن عليه."

وأضاف قائلاً: "لا يقوّض التسامح مكانتنا الأخلاقيّة بل يعزّزها. فقبول [منديلا] التنوّع يعطينا درسًا عميقًا، مفاده أنّه مع تحرّر الأفريقيّين تحرّر الظالمون أيضًا. ويحمل هذا الدرس الكثير من المعانيّ لكّل مناطق العالم التي تشهد نزاعات ومعاناة إنسانيّة."

7 آذار/مارس 2018


الصفحة متوفرة باللغة: