رسم حقوق الإنسان
07 آب/أغسطس 2014
كان عمر أوز مونتانيا 12 سنة فقط عندما بدأ يستخدم الأيروسولات للرسم والتلوين. ومونتانيا، وهو الآن أحد أشهر فناني الشوارع في باراغواي، يقول إن الأحداث المحيطة به ندفعه إلى الرسم في الشوارع. ويقول إن الرسوم الزخرفية فقط لا تدخل في نطاق ممارسته، ويعدد الثقافة الباراغوية والموسيقى الباراغوية وتقاليد السكان الأصليين في باراغواي والسياسة الباراغوية ومحيطه المباشر باعتبارها المجالات التي له تأثيرات فيها.
ولأحدث مشروع لمونتانيا مكان عرض لا يمكن لمعظم الفنانين إلا أن يحلموا به، وهو موجود بجوار أحد الطرق السريعة الرئيسية في أسنسيون. وجدارية مونتانيا، وهي مشروع تعاوني مع مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في باراغواي ووزارة الثقافة وإدارة الموانئ وبلدية أسنسيون، تشجع الجمهور على التفكير في حقوق الإنسان، وبصفة خاصة احترام التنوع الثقافي والقضاء على التمييز والتعصب.
وهذا هو التعاون الثاني بين مكتب حقوق الإنسان ومونتانيا. وقد سلطت جدارية، رسمها بمناسبة يوم حقوق الإنسان في عام 2013، الضوء على حقوق السكان الأصليين، وبصفة خاصة نضال مجتمع السكان الأصليين ساوهوياماكسا على مدى عقود لاستعادة أراضي أجدادهم. وفي عام 2006، أصدرت محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان حكماً لصالح الدعوى التي رفعها مجتمع السكان الأصليين، ولكن لم يُتخذ أي إجراء في هذا الخصوص حتى عام 2014 الذي أُصدر فيه قانون يعيد إلى هذا المجتمع جزءًا من أراضيه.
والجدارية معروضة الآن في قصر العدل في أسنسيون وأصبحت تشكل تذكيراً بالعمل الهام الذي يقوم به المدافعون عن حقوق الإنسان وبنضالهم الطويل في البلد.
والدعوة إلى التوعية بعدم المساواة والتمييز وإيجاد حلول لهما تشكل أولوية لدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في باراغواي. وتقول مستشارة حقوق الإنسان ليليانا فالينا إنه، على الرغم من الاعتراف بالحق في عدم التمييز في دستور باراغواي، لا يزال التمييز القائم على التصورات الاجتماعية والإثنية والإقليمية والثقافية والحضرية – الريفية شائعاً.
وقالت فالينا، وهي تعلق عند بدء تعاونهما الأخير: "لا نفهم دائماً أن الفوارق بيننا تثرينا كأفراد وكمجتمع. ولباراغواي ثقافة شديدة التنوع تنعكس في لغاتها المختلفة الكثيرة: الإسبانية والغوارانية وغيرها من لغات السكان الأصليين. ولو اعترفنا بتنوعنا ولكن أيضاً مع تقديرنا لإنسانيتنا المشتركة، فإننا سنكون عندئذ متساوين في الكرامة والحقوق".
7 آب/أغسطس 2014