Skip to main content

الإبادة الجماعية في رواندا: بعد مرور 20 عاماً

07 نيسان/أبريل 2014

رأت أدلين، التي كان عمرها 19 سنة في بداية الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا، أسرتها كلها تلقى حتفها عندما دخلت الانتراهموي، ميليشيا الهوتو، قريتها وقتلت أي شخص من التوتسي ظهر أمامها.

"كان القرويون يقبضون على أشخاص كثيرين ويضعونهم عند حاجز الطريق،" قالت أدلين. و"كان يجري بسرعة وضع نساء كثيرات جانباً تمهيداً لاغتصابهن. واستمر هذا لمدة أسبوعين."

وبعد أن اغتصبها وضربها عدة رجال على نحو متكرر، اعتقدت أدلين أنها ستُقتل أيضاً. ولكن الجبهة الوطنية الرواندية حررت منطقتها. وهي الآن مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

"سنتذكر دائماً الأشخاص الأبرياء البالغ عددهم أكثر من 000 800 شخص، الذين قُتلوا بوحشية، ونحن نشيد بشجاعة الناجين وقدرتهم على التحمل،" قال أمين عام الأمم المتحدة، بان كي – مون، في رسالته بمناسبة الذكرى السنوية العشرين للإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا، في 7 نيسان/أبريل.

"وبعد عشرين عاماً من بداية الإبادة الجماعية في رواندا، لم يتناقص الشعور بالرعب،" قالت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، في البيان الذي أدلت به بمناسبة اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994.

"يجب أن ندعم الجهود الرواندية الرامية إلى ضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان للجميع، والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة وإعادة التأهيل،" قالت بيلاي.

وفي عام 1994، على مدى فترة 100 يوم، قتلت ميليشيا الهوتو وقوات الحكومة أناساً معظمهم من مجموعة التوتسي الإثنية ومن المعتدلين من الهوتو. وقد بدأت المذابح في اليوم التالي لإسقاط طائرة كانت على وشك الهبوط في كيغالي، عاصمة رواندا. وكان رئيسا رواندا وبوروندي على متن هذه الطائرة. ومن المفارقات أنهما كانا عائدين من محادثات سلام هدفها التوصل إلى اتفاق سلام ووقف النزاع بين الهوتو – الحكومة وجماعة متمردة من التوتسي. وأشعل تحطم الطائرة أعمال القتل.

ومن المقدر أن ما بين 000 100 و000 250 امرأة جرى اغتصابهن، كما حدث لأدلين، خلال الأشهر الثلاثة. وترملت آلاف النساء من الهوتو والتوتسي نتيجة للنزاع. وكثيرات من النساء اللائي نجين هن الآن مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية أو يمتن من الإيدز. ويوجد حالياً مليون يتيم في رواندا نتيجة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994.

وكانت أويسينغا في الرابعة عشرة من عمرها عندما لاحظت أن رجالاً يحملون عصي وسواطير يتعقبونها. "لقد اغتُصبت وامتُهنت ولكنني احتفظت بشجاعتي وواصلت الجري،" قالت أويسينغا. "قد تولون إنني جسورة وشجاعة. نعم، لقد رأيت الموت بأم عيني، وتحملت عبئاً مروعاً للبقاء على قيد الحياة. ولكنني كنت محظوظة إلى حد ما. فلم أر أسرتي تُقتل."

وكان فيليب في السادسة من عمره عندما اقتحمت الانتراهموي، ميليشيا الهوتو، منزله وقتلت والديه وعمه. وأنقذه جندي من الجبهة الوطنية الرواندية وجرى، في نهاية المطاف، تحقيق إعادة ارتباطه بعم له تولى تربيته. ولديه آمال، وهو في السادسة والعشرين من عمره، في أن يصبح مهندس إنشاءات، وقد شعر بقدر من الطمأنينة بعد أن تحدث مع ناجين آخرين.

"ما زال كثيرون من أصدقائي الذين نجوا يعانون من مشاكل صدمات، ولكننا معاً يساعد كل منا الآخرين للتخلص منها عندما نستطيع،" قال فيليب. "إنني أود أن أرى رواندا أكثر استقراراً لا يوجد فيها أي تهديد للأطفال."

وفي عام 1994، أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا من أجل محاكمة المسؤولين عن الإبادة الجماعية. وفي مؤتمر القمة العالمي لعام 2005، اعتمد رؤساء الدول والحكومات، في مسعى لمنع حدوث فظائع مماثلة مرة أخرى، المسؤولية عن الحماية. وتمثل القصد من هذا الالتزام في حماية الناس من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية ومن التحريض عليها.

"يجب أيضاً أن نفكر، في هذا اليوم، في مدى كفاية جهودنا لحل الأزمات الحالية في مجال حقوق الإنسان، في كل من مراحلها الأولى ومراحلها المتقدمة، لكي لا يكون قدرنا أن نواصل تكرار إخفاقات الماضي المزمنة،" قالت بيلاي.

وسيقام حفل تذكاري يوم 16 نيسان/أبريل في الساعة 15/18 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وسيُبَث شبكياً.

ويجري تنظيم عدة مناسبات تذكارية في رواندا بما في ذلك وضع أكاليل الزهور وإيقاد شعلة الحداد الوطنية في مركز كيغالي التذكاري بشأن الإبادة الجماعية، والاحتفال الوطني بالذكرى في ملعب أماهورو في كيغالي، ومسيرة التذكر من البرلمان إلى ملعب أماهورو.

7 نيسان/أبريل 2014

الصفحة متوفرة باللغة: