Skip to main content

سعي زعيمين دينيين إلى تحقيق السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى

10 نيسان/أبريل 2014

الحالة الأمنية في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بانغي، يتواصل تدهورها منذ عمليات قتل المدنيين الواسعة النطاق في كانون الأول/ديسمبر 2013 وكانون الثاني/يناير 2014.

وقد نجمت عمليات القتل هذه بصفة رئيسية عن الاشتباكات بين ميليشيات الدفاع الذاتي المسيحية المناهضة لاستخدام السواطير (البالاكا) وائتلاف سيليكا السابق، وهو ائتلاف جماعات متمردة مسلمة في غالبيتها أطاح برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى السابق بوزيزي في انقلاب في آذار/مارس 2013.

وقُتل عدد كبير من الأشخاص في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ أن بدأ النزاع، بينما جرى تشريد حوالي 000 650 شخص داخلياً وأُجبر نحو 000 220 شخص على التماس اللجوء في الخارج، وفقاً لما ورد في تقارير للأمم المتحدة.

وفي 27 آذار/مارس 2014، اجتمعت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، في جنيف بسويسرا، مع القس نيكولاس غويريكويامين-غوبانغو، رئيس التحالف الإنجيلي لجمهورية أفريقيا الوسطى، والإمام عمر كوباين لاياما، رئيس المجلس الإسلامي في جمهورية أفريقيا الوسطى. وكان الغرض من الاجتماع مناقشة حالة حقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى والدور الذي يمكن أن تؤديه الطوائف الدينية في عملية المصالحة في المستقبل.

وقد أمضى غويريكويامين-غوبانغو ولاياما الأسابيع القليلة الماضية خارج بلدهما يُبلغان الحكومات بالحالة المروعة في جمهورية أفريقيا الوسطى ويلتمسان الدعم من المجتمع الدولي لنشر بعثة حفظ سلام قوية من الأمم المتحدة في البلد. وقبل إيفاد هذه البعثة، تنقل الزعيمان الدينيان، مع المونسنيور ديودونيه زابالينعا، رئيس أساقفة باتغي، في جميع أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى بغية الالتقاء بطوائفهم الدينية من أجل تعزيز السلام والاحترام المتبادل والتسامح والثقة. ودعوا سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى والمجتمع الدولي إلى إنهاء هذه الفظائع.

وأثناء الاجتماع مع بيلاي، أكد كل من غويريكويامين-غوبانغو ولاياما ضرورة وضع العدالة في صميم عملية المصالحة، وهو ما يتنافى مع العمليات السابقة التي ساهمت في إشاعة ثقافة إفلات من العقاب بما منحته من حالات العفو الشامل. وأعرب لاياما عن قلقه إزاء مستوى الفظائع التي ترتكبها الجماعات المناهضة لاستخدام السواطير (البالاكا) وجماعات ائتلاف سيليكا السابق. وذكر أن البلد أُخذ رهينة وسلط الضوء على الدور الذي قام به الرئيس السابق بوزيزي ونظامه في الحالة السائدة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

ومنذ البعثة الأخيرة لرئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في آذار/مارس، ازداد تدهور الحالة الأمنية في بانعي، وقُتل 60 شخصاً على الأقل منذ 22 آذار/مارس.

وأوصت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بأن يقدم غويريكويامين-غوبانغو ولاياما دعمهما الكامل لعمل لجنة التحقيق الدولية بشأن جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي أداة قوية في استراتيجية مكافحة الإفلات من العقاب. ولإنهاء العنف المتواصل في البلد، قالت بيلاي إنها ستواصل الدعوة إلى قيام الأمم المتحدة بنشر عملية حفظ سلام قوية .

وأضافت بيلاي أيضاً أنه لا يوجد نموذج وحيد يُستنسخ فيما يتعلق بعملية المصالحة. وأشارت إلى أن كل بلد ينبغي أن ينظر في آليات عدالة انتقالية متوافقة مع السياق الخاص بها. وعلى أساس أفضل الممارسات في عدة بلدان، قالت بيلاي إن مفوضيتها مستعدة لمعاونة جمهورية أفريقيا الوسطى في مجال الخبرة هذا. كما سلطت الضوء على أهمية إشراك جميع قطاعات السكان، بما في ذلك ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، في عملية المصالحة هذه.

10 نيسان/أبريل 2014

الصفحة متوفرة باللغة: