Skip to main content

تلزم قيادة قوية لمكافحة التمييز العنصري

28 آذار/مارس 2014

"حالات خطاب الكراهية، والهجمات العنيفة بدافع العرق أو الأصل الإثني المتصور، آخذة في التزايد في بلدان كثيرة،" قالت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، أثناء مناقشة للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.

وقد أنشئ اليوم لتخليد ذكرى المحتجين الجنوب أفريقيين التسعة والستين غير المسلحين والسلميين الذين قُتلوا في شاربفيل بجنوب أفريقيا في 21 آذار/مارس 1960 – وهي حادثة حفزت الناس في جميع أنحاء العالم على العمل على إنهاء نظام الفصل العنصري.

وعلى الرغم من أن الفصل العنصري قُهر والعنصرية انحسرت بشدة في العقود الخمسة الماضية، فإن التمييز فيما يتعلق بالوظائف والإسكان ومواضيع أساسية أخرى ما زال متفشياً، قالت بيلاي.

"ما يدهشني هو أنه يوجد في أوروبا اعتقاد بأن العنصرية لم يعد لها وجود – كما لو كانت مرضاً ووجدنا العلاج،" قالت إمين بوزكورت، وهي عضوة في لجنة الحريات المدنية والعدالة والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي.

"وفي رأيي، العنصرية والتمييز العنصري موجودان على نطاق بالغ الاتساع في جميع أنحاء أوروبا،" قالت بوزكورت.

ومجرد أن العالم شهد قادة مثل رئيس الولايات المتحدة أوباما ونيلسون مانديلا لا يعني أن النضال لإنهاء العنصرية قد انتهى، قالت بوزكورت للمشاركين الذين تضمنوا ممثلي بلدان ومنظمات غير حكومية ومنظمات دولية ومؤسسات وطنية لحقوق الإنسان.

وسلطت بوزكورت الضوء على التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للعنصرية، وقالت إن معدل بطالة الشباب ذوي الخلفية غير الأوروبية 30 في المائة مقابل معدل قدره 10 في المائة للشباب من الهولنديين البيض في هولندا. وفي مجال العدالة، قالت إن البحوث تبين أن الأحكام تكون أشد تبعاً لخلفيتك الإثنية.

وأعطى جورج بيزوس، محامي مانديلا الذي مثل زعماء مناهضة الفصل العنصري في الستينيات من القرن الماضي، مثالاً من بلده الأم، اليونان: من المعتاد الاحتفال، في 25 آذار/مارس، بالتحرر من الإمبراطورية العثمانية. وقال إن طلاب جميع المدارس يقومون بمسيرات ويرفع أفضل طالب في أعلى صف دراسي العلم اليوناني، قال بيزوس.

وفي إحدى المناسبات، سلم مدرس العلم إلى فتاة صغيرة ذكية. وبُعيد ذلك مباشرة، قال عمدة وكاهن القرية إن الفتاة، لأنها من أصل ألباني، لم تتمكن من رفع العلم اليوناني في هذا اليوم الوطني. وسلمت الفتاة العلم اليوناني وهي تبكي.
وقال بيزوس "نحن جميعاً لدينا قوانين ولكننا نحتاج فعلاً إلى أشخاص يعملون على التأكد من الامتثال لها، وأود أن أشير إلى أن هذه إحدى الطرق التي ستمنع هذه الأنواع من الأحداث".
وسلطت المفوضة السامية بيلاي الضوء، في ملاحظاتها، على أن كثيرين من موظفي إنفاذ القانون غالباً ما يبدون غير مبالين بهذه الجرائم وأن بعض القادة السياسيين يستخدمون المهاجرين والأشخاص من الفئات الإثنية المختلفة ك"ستار لدرء الانتقاد – ويدعمونهم باعتبارهم ضحايا بغية تعزيز شعبيتهم هم أنفسهم".
"القادة الحقيقيون يستخدمون قوة مكانتهم في المجتمع للدعوة إلى رؤية طويلة الأجل للمساواة العرقية والعدالة الاجتماعية – وهم يدمجون ويلهمون ويحشدون الآخرين لبث طموح مشترك إلى الحياة،" قالت بيلاي.

وأهمية القيام بحملة منسقة عالمياً لمناهضة العنصرية تركز على الشباب سلط الضوء عليها أيضاً الزعيم الجنوب أفريقي المناهض للفصل العنصري، أحمد كاثرادا، الذي سُجن لمدة 26 سنة مع مانديلا. "ألن نحصل على نتائج طويلة الأجل أفضل إذا كنا قادرين على أن ندرج أيضا المدارس في جميع أنحاء العالم في مسألة اللاعنصرية؟" سأل كاثرادا.

وسلطت مناقشة هذا العام، التي نظمتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة سكسويل للأسرة، الضوء على دور القادة في حشد الإرادة السياسية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري.

وقبل حلقة المناقشة بيوم، عُرض فيلم عن حياة رمز جنوب أفريقيا الراحل عنوانه "مانديلا: رحلة طويلة من أجل الحرية". والفيلم، الذي أخرجه أحد أعضاء حلقة المناقشة ، أنانت سينغ، صور مسيرة حياة مانديلا من طفولته مروراً بمحاكمته بتهمة الخيانة وسجنه وإطلاق سراحه إلى تنصيبه أول رئيس لجنوب أفريقيا منتخب ديمقراطياً.

28 آذار/مارس 2014

الصفحة متوفرة باللغة: