Skip to main content

الهجرة: قصص إنسانية تعكس التفاوتات المتزايدة على الصعيد العالمي

04 أيلول/سبتمبر 2013

يوجد حالياً أكثر من 215 مليون مهاجر في العالم : إذا تجمع كل هؤلاء المهاجرين معاً لتكوين بلد، فإنه سيكون خامس أشد البلدان اكتظاظاً بالسكان على كوكب الأرض. وتقول رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، وهي تسترعي الاهتمام إلى هذه المعلومة الإحصائية المثيرة للدهشة، إن هذه المجموعة الضخمة من الناس لا تزال، على الرغم من ذلك،"بعيدة عن الأنظار"ولا يجري تحديدها إلا بمقدار ما يمكنها تحقيقه للآخرين وليس باعتبارها مؤلفة من أفرادالهم الحق في التمتع بمجموعة حقوق الإنسان بأكملها.

كانت المفوضة السامية تخاطب اجتماع خبراء تمهيدياً بشأن الهجرة نظمته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف قبل انعقاد مؤتمر قمة عالمي في الجمعية العامة في نيويورك في تشرين الأول/أكتوبر.

"منطلقنا هو أن الهجرة ليست مجرد "اتجاه كاسح" مجهول المصدر ولا مجرد ظاهرة اقتصادية وسياسية. إنها عملية إنسانية، وهي عملية إنسانية تعكس على نحو متزايد التفاوتات العالمية المتنامية،" قالت بيلاي.

ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تعزز اتباع نهج قائم على حقوق الإنسان فيما يتعلق بالهجرة، وتدلل على أن الإطار يوفر حلولاً عملية وملموسة للتحديات المعقدة التي تثيرها الهجرة الدولية.

وتقدم بيلاي في خطابها أمثلة على التأثير العملي للبرمجة القائمة على حقوق الإنسان فيما يتعلق بالهجرة: الحق في الصحة يعني أن الدول يجب أن تسن تشريعات وتوفر مجموعة كاملة من التسهيلات لضمان أن يتسنى للمهاجرين الحصول على الرعاية الصحية؛ وأن تتمكن المهاجرات الخائفات من العنف المنزلي من الوصول إلى العدالة دون خوف من الإبعاد؛ وأن يُلزم راسمو السياسات بالتشاور مع المهاجرين بخصوص القرارات التي تمسهم على نحو مباشر، مثل القرارات المتعلقة بتقديم الخدمات التعليمية.

وفي تقريرأُصدر بالتزامن مع الاجتماع، تقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن عدم وجود حوار عالمي، شامل وتشاركي وخاضع للمساءلة، بشأن الهجرة وحقوق الإنسان مسألة تشكل فجوة حوكمة خطيرة. ولا توجد حالياً منظمة دولية واحدة لها ولاية شاملة بشأن جميع جوانب الهجرة، ولا يوجد حيز واحد يمكن أن تناقش فيه جميع الجهات صاحبة المصلحة تعزيز وحماية حقوق المهاجرين، يقول التقرير.

وتوفر الأمم المتحدة منبراً مشتركاً للتفاعل المنهجي بشأن الهجرة، بما في ذلك بشأن قضايا تتخلل ولايات كثيرة. وتوصي المفوضية بأن يجري النظر في إنشاء هيئة دائمة متعددة الجهات صاحبة المصلحة بتكليف من الأمم المتحدة لكي تبحث، على سبيل المثال، مسائل مثل حقوق الإنسان للمهاجرين المهرَبين؛ واستغلال العمال المهاجرين وإساءة معاملتهم؛ وحصول المهاجرين غير النظاميين على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

وقال المقرر الخاص المعني بحقوق المهاجرين، فرانسوا كريبو، وهو يخاطب اجتماع جنيف أيضاً "إن عدم فهم ماهية حقوق الإنسان للمهاجرين، وبصفة خاصة الحقيقة التي مفادها أن المهاجرين غير النظاميين أيضاً لهم حقوق، يجعلهم فئة معرضة للخطر على نحو متزايد... معرضة لكره الأجانب والشعور المعادي للمهاجرين وخطاب الكراهية وجرائم الكراهية."

ودعا كريبو إلى أن تكون حقوق الإنسان "عنصراً أساسياً"" في جميع المناقشات في الحوار في نيويورك وأعرب عن تأييده لزيادة مشاركة الأمم المتحدةفي المناقشة العالمية بشأن الهجرة.

"أعتقد أنه مع تزايد تعقد التنقل البشري وتزايد خطورة الرحلات التي يقوم بها مهاجرون كثيرون وتزايد خطورة الوضع الذي يعيشون ويعملون فيه، ستتزايد دائماً أهمية إرساء الاستجابات السياساتية للهجرة على أساس معايير حقوق الإنسان،" قالت بيلاي.

وقالت بيلاي، وهي تحث على تبديد الغموض الذي يكتنف الهجرة، إنه ينبغي عرض "صورة أدق للهجرة المعاصرة.ولكي نفعل هذا، يلزم أن نركز بدرجة أقل على تدفقات المهاجرين وأعدادهم وموجات الهجرة في حد ذاتها، وبدرجة أكبر على حقوق الإنسان الفردية وأوضاع المهاجرين أنفسهم.والهجرة، في جوهرها، تتعلق أساساً ببشر."

4 أيلول/سبتمبر 2013

الصفحة متوفرة باللغة: