Skip to main content

البيانات المفوضية السامية لحقوق الإنسان

'نحتاج إلى حماية بعضنا بعضاً والدفاع عما نؤمن به'

دافعوا واحموا بعضكم بعضاً

10 آذار/مارس 2017

مهرجان الفيلم والمنتدى الدولي لحقوق الإنسان

ملاحظات المفوض السامي – بيان عبر الفيديو

10 آذار/مارس 2017

يؤسفني جداً أنه لا يمكنني أن أكون حاضراً بينكم للاستمتاع ببضع ساعات مع جماعة من الأشخاص الذين يفهمون أهمية حقوق الإنسان في كليتها. ويشكل مهرجان الفيلم هذا مناسبة لنا جميعاً كي نتعاون ونبحث عن الوحي والتصورات الممكنة.

نحن نعيش في زمن من الاضطرابات الكبرى، تتحدى فيه أعمال القادة الالتزامات الأساسية التي تقيَّدت بها دولهم ألا وهي: عالمية حقوق الإنسان؛ التعهدات الأساسية للقانون الإنساني الدولي، والتي تصون حتى في زمن الحرب، الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة؛ والالتزام بالعمل سوياً لإيجاد حلول من أجل الخير المشترك.

نحتاج إلى مقاومة هذا الاتجاه – لما فيه صالح بعضنا البعض، وأنفسنا، وأطفالنا. الاحترام لحقوق الإنسان وعالمية حقوق الإنسان، هما قضايا أساسية. فإذا لم تكن الحقوق عالمية – إذا كان بعض الأشخاص يستحقون المزيد من الحقوق عما يستحقه آخرون، سواء بسبب الولادة أو البشرة أو الجنسانية – أو الجغرافيا، نحن إذاً في مشكلة. إذا لم تتكاتف أممنا مع بعضها بعضاً، فإنها ستعمل ضد بعضها بعضاً. هذه طرق سلكها العالم مرات عدة، وهي تقود إلى شر عظيم. إن حقوق الإنسان لمهمة جداً حتى تُطرح جانباً. وفي أوقات مماثلة لما نعيشه اليوم، تعتبر هذه الحقوق مهمة جداً حتى تُلقى على عاتق الحكومات وحدها.

فحين تتعرض الحقوق لانتكاسة تعود بها إلى الوراء أو حين تخضع للاعتداء عليها، يزداد دورنا ومسؤوليتنا للمبادرة. نحتاج إلى حماية بعضنا بعضاً والدفاع عما نؤمن به.

تعتبر كل حكومة مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها. لقد تعهدت الحكومات بذلك بموجب المعاهدات والقوانين – ويجب أن نفعل ما بوسعنا لمساءلتها. من خلال التصويت. من خلال النشاط الدعوي. من خلال المساعدة حيث أمكن. ومن خلال المبادرة على مسؤوليتنا، في حياتنا أنفسنا. لأنه بمقدورنا جميعاً – بل بمقدور كل واحد منا – الدفاع عن الآداب الأساسية والتفاهم المتبادل. أينما تواجدنا: في أماكن العمل، في الشارع. نستطيع أن نبادر للمساعدة على صون حق إنسان للعيش حراً من دون التعرض للخوف أو سوء المعاملة. نستطيع أن نبني الجسور وأن نبادر للدفاع عن الحقوق الأساسية لإنسان.

خلال هذا المهرجان، سوف تشاهدون قصصاً مكشوفة، قصصاً تنقل رسالة مفادها أن الحقوق مهمة. أن كل شخص، في قرارة نفسه، هو على قدم المساواة مع الآخر. أننا كلنا نستحق أن نحظى بالتفاهم والاحترام والعدالة. وأننا نحتاج إلى مكافحة عدم المساواة والبؤس وعدم الإنصاف، أينما تواجدنا.

أتمنى لكم أمسية سعيدة.

الصفحة متوفرة باللغة: