Skip to main content

بيانات صحفية مجلس حقوق الإنسان

إن الحملة الجوية على حلب والتي استهدفت المستشفيات وموكب المساعدات الانسانية بشكل متعمد ترقى لتكون جريمة حرب، فيما أن قصف الجماعات المسلحة العشوائي قد أرهب المدنيين - لجنة الأمم المتحدة

01 آذار/مارس 2017

لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية

بالإنكليزية

جنيف- 1 مارس 2017- –إن التكتيكات الوحشية التي استخدمتها الاطراف المشاركة في الصراع في سوريا من أجل حسم معركة حلب في الفترة ما بين يوليو وديسمبر 2016 قد نتج عنها معاناة غير مسبوقة للرجال والنساء والأطفال السوريين كما ترقى لتكون جريمة حرب حسب تقرير الأمم المتحدة الصادر اليوم.

لقد استخدمت اللجنة الدولية للتحقيق حول الجمهورية العربية السورية 291 مقابلة بما فيها مع سكان مدينة حلب وصور للأقمار الصناعية، والصور الفوتوغرافية، والفيديوهات والتقارير الطبية لتوثيق الضربات الجوية السورية والروسية اليومية ضد أحياء حلب الشرقية والتي استمرت لعدة أشهر ودمرت البنية التحتية الأساسية مما اسفر عن نتائج كارثية للسكان المدنيين.

وعبر استخدام تكتيكات لفرض الاستسلام تُذكّرنا بالقرون الوسطى، قامت القوات الحكومية والموالين لها بمنع السكان المدنيين من الحصول على المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية بينما لم تنقطع الضربات الجوية لأشهر والتي استهدفت المستشفيات والعيادات وقتلت وشوّهت المدنيين وحولت أحياء حلب الشرقية لركام، كما جاء في التقرير.

وبعدما تمكنت القوات الموالية للحكومة من السيطرة فعلياً على أحياء حلب الشرقية نهاية نوفمبر 2016 ، لم يتبقى في حينها أي مستشفى أو مقر طبي يعمل بشكل طبيعي. إن الاستهداف المتعمد لتلك المرافق الطبية يرقى ليكون جريمة حرب، حسب استنتاج اللجنة.

وحسب التقرير، الذي جاء بناءاً على تكليف مجلس حقوق الانسان في جلسته الخاصة الخامسة والعشرون في اكتوبر 2016، فقد أشارت اللجنة بأعضائها الثلاثة إلى أن المجموعات المسلحة قد قامت بقصف الأحياء الغربية لمدينة حلب بشكل عشوائي وباستخدام اسلحة بدائية مما تسبب بوقوع العديد من الضحايا المدنيين. وقد تمت العديد من هذه الهجمات بدون وجود أي هدف عسكري واضح ولم يكن لها هدف سوى ارهاب السكان المدنيين.

في واحد من أكثر الهجمات رعباً والتي وثقتها اللجنة، قام الطيران السوري باستهداف قافلة مساعدات انسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في أورم الكبرى بريف حلب. أسفر الهجوم عن تدمير 17 حافلة تنقل المساعدات ومقتل 14 من عمال الاغاثة كما أدى الى وقف كل أعمال الإغاثة في سوريا مما ضاعف من معاناة المدنيين السوريين التي لا توصف.

إن القصف المستمر والذي دمّر المدارس وملاجئ الأيتام والاسواق والبيوت قد جعل حياة المدنيين مستحيلة وعجّل في الاستسلام. إن التقرير أكّد كذلك على استخدام الطائرات السورية للكلور، والذي يعتبر مادة كيمائية محرّمة حسب القانون الدولي، ضد السكان المدنيين في أحياء حلب الشرقية مما تسبب بمعاناة نفسية وجسدية للمئات من المدنيين.

وحسب التقرير، عندما بات واضحاً ان القوات الحكومية ستٌتِم السيطرة على حلب، قام جميع الأطراف بارتكاب انتهاكات واسعة وقاسية. في بعض المناطق قامت المجموعات المسلحة بإطلاق النار على المدنيين لمنعهم من المغادرة واستخدامهم فعلياً كدروع بشرية. هذا وقامت القوات الموالية للحكومة والمؤلفة بالأساس من ميليشيات أجنبية بإعدام مقاتلين خارج اطار المعارك وكذلك عائلات لمقاتلين واشخاص مؤيدين لهم. ويبقى مصير العديد الذين تم اعتقالهم غير معروف.

وأشار التقرير كذلك إلى أن اتفاقية اخلاء أحياء حلب الشرقية أجبرت الآلاف من المدنيين ، ولأسباب غير مرتبطة بالضرورة العسكرية وبدون احترام لرغبتهم، أجبرتهم على الانتقال لأحياء حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة الحكومة وتم كذلك نقل آخرين إلى ادلب حيث يعيشون مجدداً تحت القصف. وكما كان الحال في المعظمية وداريا، فإن هذه الاتفاقية تؤكد التوجه المؤسف بين أطراف النزاع لاستخدام السكان المدنيين كورقة مساومة لتحقيق أهداف سياسية.

المفوضة السيدة كارين أبو زيد قالت "إن بعض هذه الاتفاقيات ترقى لأن تكون تهجير قسري. من الضروري أن تتوقف جميع الأطراف عن مثل تلك الاتفاقيات في المستقبل وتقوم بتوفير الظروف الآمنة لعودة أولئك الراغبين بالعودة لمنازلهم في أحياء حلب الشرقية".p>

خلفية عن عمل اللجنة
لقد تم تكليف اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية، والتي تتألف من السيد باولو سيرجيو بينيرو (رئيسا) و السيدة كارن ابو زيد والسيدة كارلا ديل بونتي، من قبل مجلس حقوق الإنسان للتحقيق وتسجيل جميع انتهاكات القانون الدولي في الجمهورية العربية السورية منذ مارس 2011

يمكن الحصول على التقرير الموثّق الكامل عبر صفحة مجلس حقوق الإنسان المخصصة للّجنة الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية http://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/IICISyria/Pages/IndependentInternationalCommission.aspx

من المقرر عرض التقرير للحوار التفاعلي يوم 14 مارس في جلسة مجلس حقوق الإنسان الثالثة والأربعون

****

لمزيد من المعلومات الإعلامية يرجى التواصل مع:

(Geneva) Rolando Gómez, Office of the UN High Commissioner for Human Rights (OHCHR), Tel: +4179-4774411, email: rgomez@ohchr.org, Cédric Sapey, OHCHR, Tel: +41-79-201 0125, email: csapey@ohchr.org, Elizabeth Throssell, OHCHR, ethrossell@ohchr.org, Tel: +41 22 917 9466

الصفحة متوفرة باللغة: