البيانات والخطابات المفوضية السامية لحقوق الإنسان
تعليق على معاملة الرئيس المصري السابق محمد مرسي ووفاته في الاحتجاز
18 حزيران/يونيو 2019
التعليق التاليّ للناطق باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفل:
"بما أنّ الرئيس السابق محمد مرسي كان رهن الاحتجاز لدى السلطات المصريّة وقت وفاته، فإنّ الدولة مسؤولة عن ضمان معاملته معاملة إنسانيّة واحترام حقّه في الحياة والصحة. يجب أن يتبع أيَّ وفاةٍ مفاجئة في الاحتجاز تحقيقٌ سريعٌ ونزيه وشامل وشفاف تقوم به هيئة مستقلة بهدف توضيح أسباب الوفاة. هذه هي المبادئ العامة التي وضعتها الهيئات الدوليّة لحقوق الإنسان المختلفة، بما فيها اللجنة الأفريقيّة لحقوق الإنسان، ونحن نوافق عليها جملةً وتفصيلاً.
"على الدول، التي صادقت على العهد الدوليّ الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة، بما فيها مصر، أن تتّخذ كلّ التدابير الضروريّة لحماية حياة الأفراد المحرومين من حريتهم. وعلى حد تعبير لجنة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان - التي تراقب تنفيذ العهد – تتحمّل الدول الأطراف مسؤوليّة حماية حياة من تعتقله وتحتجزه وتسجنه وتحرمه من حريّته، ومسؤوليّة سلامته الجسديّة.
"لقد أثيرت مخاوف بشأن ظروف احتجاز السيد مرسي، بما في ذلك إمكانيّة وصوله إلى الرعاية الطبية الكافية، ووصوله الكافي إلى محاميه وعائلته، خلال فترة احتجازه مدّة ست سنوات. ويبدو أنه احتُجِز في الحبس الانفراديّ لفترات طويلة. لذلك يجب أن يغطّي التحقيق جميع جوانب معاملة السلطات للسيد مرسي، بهدف النظر في ما إذا كان لظروف احتجازه تأثير على وفاته.
تنصّ المادة 24 من قواعـد الأمـم المتّحدة النموذجيّة الـدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا( على ما يلي: "تتـولَّى الدولـة مسـؤولية تـوفير الرعايـة الصـحية للسـجناء. وينبغـي أن يحصـل السجناء على نفس مستوى الرعاية الصحية المتـاح في المجتمـع، وينبغـي أن يكـون لهـم الحـقّ في الحصول على الخدمات الصحية الضرورية مجّاناً ودون تمييز على أساس وضعهم القانوني."
أمّا المادة 27 فتنصّ على ما يلي: "تكفــل جميــع الســجون إمكانيــة الحصــول الفــوري علــى الرعايــة الطبيــة في الحالات العاجلة. أما السجناء الذين تتطلَّب حـالاتهم عنايـةً متخصّصـة أو جراحـة فينقلـون إلى مؤسسات متخصّصة أو إلى مستشفيات مدنيـة. ومـن الواجـب، حـين تتـوفَّر في السـجن دائـرة خـدمات طبّيــة خاصــة بـه تشــتمل علــى مرافـق مستشــفى، أن تكــون مـزوّدةً بمــا يكفــي مــن الموظفين والمعدات لتوفير خدمات العلاج والرعاية المناسبة للسجناء المُحالين إليها."
وفي ما يتعلّق بالتحقيقات، تشير المادة 71 إلى ما يلي: "يبلِّــغ مــدير الســجن دون إبطــاء عــن أيّ حــالات وفــاة أو اختفــاء أو إصــابة خطيرة أثناء الاحتجاز، بغضّ النظر عن بدء تحقيق داخلي بشأنها، إلى سـلطة قضـائية أو سـلطة أخرى مختصّة تكون مستقلَّةً عن إدارة السجن ومكلَّفـةً بـإجراء تحقيـق سـريع وحيـادي وفعّـال في ملابسات هذه الحالات وأسبابها."
"في ضوء كل ما سبق، نعتبر أنّه من الضروريّ إجراء تحقيق شامل ومستقل في ظروف وفاة السيد مرسي، بما في ذلك ظروف احتجازه. ويجب أن تجري التحقيقَ سلطةٌ قضائيّة أو سلطةٌ مختصّة أخرى مستقلة عن السلطة التي احتجزته، على أن تُفَوّض بإجراء تحقيقات فوريّة ونزيهة وفعّالة في ظروف وفاته."
انتهى
للحصول على مزيد من المعلومات ولطلبات وسائل الإعلام، الرجاء الاتصال بــروبرت كولفيل (+41 22 917 97 67 / rcolville@ohchr.org)
تابعونا وشاركوا أخبارنا على تويتر @UNHumanRights وفايسبوك unitednationshumanrights
Tags
الصفحة متوفرة باللغة: