Skip to main content

المفوضية السامية لحقوق الإنسان

المفوض السامي يؤكد على ضرورة الدفاع عن القيم الراسخة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تتعرض للاعتداء

خطاب المفوض السامي في يوم حقوق الإنسان

07 كانون الاول/ديسمبر 2017

بيان السيد زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بمناسبة يوم حقوق الإنسان

"نحتفل في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام بيوم حقوق الإنسان، وهو ذاك اليوم من عام 1948 الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي لم يكن مضى على تأسيسها آنذاك سوى ثلاث سنوات، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إحدى أكثر الوثائق التي ترجمت في العالم وربما إحدى أكثر الوثائق تأثيراً".

"بفضل الإعلان العالمي، تحسَّنت الحياة اليومية لملايين الأشخاص ومُنع إبقاء المعاناة الإنسانية طي الكتمان وتمَّ إرساء الأسس اللازمة من أجل قيام عالم أكثر إنصافاً. وبالرغم من عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه الإعلان حتى الآن، إلا أن صمود هذا الإعلان عبر السنين يشكل دليلاً على الطابع العالمي الثابت لقيمه الراسخة المتمثلة في المساواة والعدالة والكرامة الإنسانية".

"في العام المقبل، في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2018، سوف نحتفل بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ، فيما سيشكل يوم حقوق الإنسان لهذا العام والذي نحييه يوم الأحد الافتتاحية لسنة طويلة من الاحتفالات الخاصة بإحياء الذكرى السبعين".

"آمل أيضاً في أن يكون عاماً من التفكير البليغ والعميق حول الأهمية الدائمة والحيوية لكل مادة من المواد الثلاثين التي تتضمنها هذه الوثيقة الاستثنائية".

"لقد صيغ الإعلان العالمي في ظل عالم مثخن بجراح الحرب، الدواء الذي وصفته الدول من أجل تلقيح شعوبها ضد أسوأ غرائزها وأخطائها. لقد صاغه عدد من الممثلين وصادق عليه عدد من القادة للدول من كل القارات، والذين إذا ما اقتبسنا من ديباجة الإعلان، كانوا واعين بالكامل أخيراً وبقوة أن ̓تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنسانيʻ".

"لقد صيغ الإعلان مع ذكرى محرقة اليهود والمعرفة بها والمواقف وتراكم السياسات والممارسات التي جعلت حدوثها ممكناً، وأُحرق فوق ضمائر الأشخاص الذين فشلوا في منع وقوعها". "لقد صيغ الإعلان كي لا يغطي الحقوق المدنية والسياسية فحسب، بل أيضاً الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في ظل الإدراك الكامل بأنكم لا تستطيعون تحقيق التنمية من دون حقوق الإنسان ولا تستطيعون التمتع بحقوق الإنسان بالكامل من دون التنمية، فيما يعتمد إحلال السلام والأمن على الإثنين معاً".

"اليوم، بعد مرور العديد من السنوات على انتهاء الحرب العالمية الثانية وحدوث محرقة اليهود، يبدو أن هذا الوعي يتبخر بمعدل مخيف، فيما التقدم الهائل الذي تحقق من خلال التشريع التدريجي لمبادىء حقوق الإنسان، مثلما نصَّ عليها الإعلان العالمي، يتم تناسيه بشكل متزايد أو تجاهله عمداً".

"يتم الاختلاف بشأن عالمية الحقوق في معظم أنحاء العالم. وهي تتعرض لاعتداء واسع النطاق من قبل الإرهابيين وبعض القادة المتسلطين والشعبويين الذين لا يبدو سوى أنهم يريدون التضحية، وبدرجات مختلفة، بحقوق الآخرين، وذلك من أجل الحصول على السلطة. وقد تعاظم نفوذهم المشترك على حساب النظام الليبرالي والديمقراطي والسلام والعدالة".

"نلاحظ وقوع المزيد من الأعمال الوحشية والجرائم المرتكبة في النزاعات في أنحاء العالم؛ وتفاقماً في القومية العدائية، في ظل ازدياد مستويات العنصرية وكراهية الأجانب وسواهما من أشكال التمييز التي تترسخ حتى في بعض الدول التي أكملت مسيرتها مع قناعة بأن هذه المسائل هي مشاكل من الماضي، بدلاً من أن تكون مشاكل بإمكان الجميع أن يستحضرها بسهولة كبيرة مجدداً وإعادة التأكيد عليها".

"نلاحظ البدء بتفكيك بعض التدابير الرامية إلى القضاء على التمييز وتعزيز العدالة بشكل أكبر، وهي بعض ثمار الإعلان العالمي والهيئة الواسعة من القوانين والممارسات التي أوجدها، وذلك من قبل بعض الجهات التي تسعى إلى تحقيق مكاسب من الكراهية والاستغلال. ونلاحظ رد فعل غاضب ضد العديد من الإنجازات المحققة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وحقوق الأقليات في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا وأوروبا".

"نرى بعض القادة السياسيين الذين ينكرون صراحة الحقيقة الأساسية الواردة في المادة الأولى من الإعلان العالمي والتي تنص على أن ̓جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوقʻ، بل بعض القادة السياسيين الذين يتحدون وعود أسلافهم ̓بتعزيز احترام هذه الحقوق والحريات وباتخاذ تدابير تدريجية، على المستويين الوطني والدولي، من أجل ضمان الاعتراف بها ومراعاتها على نحو عالمي وفاعلʻ".

"يشكل الإعلان العالمي التزاماً تتقيد الدول بموجبه بأنها ستعمل على حماية حقوق الإنسان وتعزيزها. ومن الضروري أن نستمر في تقديم هذه الدول إلى المساءلة. لكن حقوق الإنسان مهمة جداً حتى نلقي بها على عاتق الدول وحدها، بل هي ثمينة جداً بالنسبة إلينا جميعاً وبالنسبة إلى أطفالنا".

"فيما نستعد للبدء بإحياء الذكرى السبعين للإعلان العالمي، من الصائب أن نكرِّم الإنجازات التي حققها ونثني على جهود المهندسين الذين استوحوه. وفي الوقت نفسه، لا يجب أن تساورنا أي أوهام بأن الإرث الخاص بالإعلان العالمي يواجه تهديدات على كل الجبهات. وإذا ما تركنا التزامنا بالدفاع عن حقوق الإنسان ينحرف عن مساره، بل إذا ما غضينا النظر عندما تتعرض هذه الحقوق للانتهاك، فإن هذه الحقوق سوف تذبل وتموت. وإذا حصل ذلك، فإن الكلفة التي ستتكبدها الحياة البشرية والبؤس الناجم ستكون مرتفعة جداً وستدفع البشرية بأسرها ثمناً باهظاً".

"في نهاية المطاف، يعود الأمر إلينا، ̓نحن الناسʻ، الذين استُوحيت منهم كتابة هذا الإعلان. يعود الأمر إلي؛ إليكم؛ بل إلى الجميع في كل مدينة وكل مقاطعة وكل دولة حيث لا يزال ثمة حيز للتعبير عن الأفكار والاشتراك في القرارات ورفع الصوت. نحتاج إلى العمل من أجل تعزيز السلام ومناهضة التمييز ودعم العدالة".

"يجب أن ننظم صفوفنا ونتحرك دفاعاً عن الآداب الإنسانية، بل دفاعاً عن مستقبل مشترك أفضل. يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي وحائرين فيما يتفكك من حولنا نظام القيم التي تمَّ إرساؤها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. يجب أن نتخذ موقفاً قوياً وحاسماً: فبدعمنا بشكل حازم حقوق الإنسان للآخرين، نحن ندافع أيضاً عن حقوقنا وعن حقوق الأجيال المقبلة".

---

يوم الأحد الواقع في العاشر من كانون الأول/ديسمبر، سوف يحيي المفوض السامي يوم حقوق الإنسان ويطلق حملة الاحتفالات بالذكرى السبعين إلى جانب رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، وذلك في قصر شايو في باريس، المعلم التاريخي الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948.

قم بزيارة صفحة ويب Human Rights Day and Stand Up 4 Human Rights  المخصصة للحملة التي يجري تنظيمها على مدى هذا العام والمتعلقة بإحياء الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقم بزيارة أيضاً صفحة ويب يوم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

تشمل بعض المشاريع المحددة المصممة من أجل تعزيز صوابية الإعلان العالمي مبادرة "أضف صوتك"، التي تهدف إلى تعزيز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونشره بأكثر من مئة لغة. ويمكِّن الطلب المتوافر عبر الإنترنت المستخدم من تسجيل نفسه وقراءة مقالة عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بلغته الأم ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشجع الآخرين على فعل الشيء ذاته. قم بزيارة الرابط التالي https://www.un.org/en/udhr-video

للانضمام إلى آلاف الأشخاص الذين سبق أن انضموا إلى "تعهد الدفاع" (Stand Up Pledge):
قم بزيارة الرابط التالي: Take the Stand Up pledge

*يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم، إذ تُرجم إلى أكثر من 500 لغة حتى تاريخه. أنقر هنا : الإعلان العالمي في أكثر من 500 لغة

الصفحة متوفرة باللغة: