Skip to main content
x

بيان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين عشية اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود، 27 كانون الثاني/يناير 2017، جنيف

العودة

26 كانون الثاني/يناير 2017

موضوع 2017: إحياء ذكرى محرقة اليهود – التعليم من أجل مستقبل افضل

يجبرنا هذا اليوم الأليم الذي نتذكر فيه ضحايا محرقة اليهود  على التأمل في الفظائع التي يؤدي إليها التعصب الأعمى والعنصرية والتمييز في نهاية المطاف.

لقد تغذت الوحشية السادية للفظائع التي ألحقها النظام النازي باليهود والرومان والسلاف والأشخاص المعوقين والمنشقين السياسيين والمثليين وغيرهم أكثر فأكثر من التحريض والتزوير والحض على الكراهية. فثد تعرض هؤلاء لتشويه في السمعة وحملات تشهير؛ وواحداً تلو الآخر، رُفضت حقوقهم، وأخيراً، تمَّ تجريدهم حتى من إنسانيتهم.

«حصل ذلك يوماً ما، وبالتالي قد يتكرر الأمر مجدداً»، هذا ما كتبه بريمو ليفي، الذي قاسى أحداث معسكر أوشفتيز بيركيناو ونجا منها. وفيما نحيي ذكرى ضحايا محرقة اليهود، من الواجب أن نقرَّ أيضاً بضرورة الحؤول دون تكرار أحداث معاداة السامية وكل أشكال الكراهية العرقية والدينية والتمييز مجدداً اليوم.

ومن الواجب دعم السيادة المستقلة للمؤسسات القانونية وحرية الصحافة، بما يتيح للقادة المساءلة وتوثيق سجل فعلي عن الوقائع. كما من الملح الحفاظ على احترام حقوق الإنسان، خصوصاً في ما يتعلق باحترام الحق في الحياة والرفاه لكل الأشخاص بغض النظر عن أصلهم أو عرقهم. أكثر من ذلك، من الضروري أن يكون التعليم في صلب كل الجهود الآيلة إلى مكافحة معاداة السامية والعنصرية وكل أشكال التمييز. وبالرغم من أن الجزء الأهم من العمل يجب أن يتركز على المدارس ومؤسسات أكاديمية أخرى، إلا أن المقصود بالتعليم هنا أنه يجب أن يكون على نطاق أوسع حتى لا نكرر المفاهيم النمطية التي تؤدي إلى كثير من حالات عدم الإنصاف والتحيز داخل المجتمع.

وفي معرض إحياء ذكرى محرقة اليهود، من الواجب أن نعترف أنه إذا نظرنا فقط إلى بعضنا البعض الآخر كأشخاص متساوين كلياً في الكرامة والحقوق، فإنه سيكون بمقدورنا أن نتجاوز سوياً العديد من التحديات التي تواجهها البشرية.

إحياء ذكرى محرقة اليهود
العودة