تعليق مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على وفاة توماس بويرغنتال

مع وفاة توماس بورغنتال أمس، فقدنا شخصية بارزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. فقد عكسَتْ حياته قوة حقوق الإنسان الثابتة وعلّمتنا تقديرها.

عاش سنواته الأولى في رعب يستحيل وصفه. فعندما كان طفلاً، عانى من الحرمان التام من الكرامة الإنسانية في معسكرات الاعتقال في أوشفيتز وساشنهاوزن. ةمما لا شكّ فيه أنّ إنكار النازية لحقوق الإنسان طبعه بشكل لا يمكن محوه، لكنّه ارتقى بفضل قوة عقله وتعطشه للعدالة وإيمانه بقدرة الإنسانية على الازدهار في ظل سيادة القانون، إلى أعلى المناصب القيادية وعمل على تجنب تكرار تلك الفظائع البغيضة.

وبصفته رئيس محكمة العدل الدولية وعضو في لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، ورئيس محكمة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان، وخلال تبوّئه المراكز المختلفة الأخرى، دافع توماس بورغنتال دفاعًا مبنيًا على المبادئ عن الحماية الفعالة لحقوق الإنسان ودعا إلى إنشاء مؤسسات فاعلة للدفاع عنها وحمايتها.

إن رؤية توماس بورغنتال لعالم أكثر عدلاً هي اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى. وأنا ممتن لشجاعته. فقد ساعد في تشكيل عدة أجيال من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والقضاة والممارسين القانونيين في جميع أنحاء العالم. وأظهر لنا بالتزامه ومثابرته أنه يمكننا تحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع.

أقدّم خالص التعازي لأسرته، ولكل من لمسهم في حياته بصلابته وتأثيره الاستثنائيَّيْن."

انتهى