نعرب عن قلقنا البالغ حيال وفاة ما لا يقل عن 23 مهاجرًا أفريقيًا وإصابة 76 آخرين على الأقل أثناء محاولتهم العبور من المغرب إلى إسبانيا في 24 حزيران/ يونيو.

وندعو البلدين إلى إجراء تحقيق فعال ومستقل كخطوة أولى نحو تحديد ظروف الوفيات والإصابات وأي مسؤوليات محتملة، وإلى ضمان المساءلة حسب الاقتضاء.

وهذا هو أعلى رقم سُجِّل يومًا لوفيات وقعت في حادثة واحدة على مدى سنوات طويلة، لمهاجرين يحاولون العبور من المغرب إلى أوروبا عبر الجيبين الإسبانيين مليلية وسبتة. كما ورد أنّ مئة وأربعين عنصرًا من حرس الحدود المغربية قد أصيبوا بجروح.

وتلقينا أيضًا تقارير تفيد بتعرّض المهاجرين للضرب بالهراوات والركل والدفع والاعتداء بالحجارة من قبل المسؤولين المغاربة أثناء محاولتهم تسلّق سياج شائك يتراوح ارتفاعه بين ستة وعشرة أمتار، ويفصل المغرب عن مليلية.

ندعو المغرب وإسبانيا إلى ضمان احترام حقوق الإنسان للمهاجرين على حدودهما المشتركة، ولا سيما امتناع ضباط الحدود عن استخدام القوة المفرطة ضد المهاجرين.

كما ندعوهما إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية المعنية الأخرى، من أجل تطبيق تدابير إدارة الحدود القائمة على حقوق الإنسان. ومنها الوصول إلى مسارات الهجرة الآمنة وتقييم أوضاع الأشخاص فرديًا والحماية من الطرد الجماعي ومن الإعادة القسرية ومن الاعتقال والاحتجاز التعسفيين.

وفي مقابل ما حدث على الحدود المغربية-الإسبانية، نعرب عن قلقنا البالغ أيضًا حيال التقارير التي تفيد بالعثور على ما لا يقل عن 46 جثة لمهاجرين في شاحنة مهجورة في سان أنطونيو بتكساس في الولايات المتحدة، على ما يبدو بعدما عبروا الحدود.

هذه ليست أول مأساة من هذا القبيل، وهي تبيّن من جديد الحاجة الماسة إلى مسارات آمنة ومنتظمة للهجرة، وإلى مساءلة الأشخاص الذين أدى سلوكهم بشكل مباشر إلى مثل هذه الخسائر في الأرواح.