التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة هي مسألة تعني الأشخاص لا الإعاقات. وعندما يحدث التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في ظروف من المساواة، فما من مهارات خاصة تكون مطلوبة؛ فالأشخاص ذوو الإعاقة ليسوا أشخاصاً خاصين؛ ربما قد يشعرون أنهم كذلك |أو قد يشعرون في أغلب الظن أنهم يتعرضون للتمييز|، إنما لا توجد أي ترتيبات لتيسير تفاعلهم مع الآخرين. أمّا إذا كانت البيئة قد هُيئت تهيئة مناسبة |مثلاً بتوفير المعينات، ومترجمي لغة الإشارة، والأشخاص الذين يقدمون الدعم| وكانت المواقف تتماشى مع النهج الاجتماعي/النهج القائم على حقوق الإنسان، فيمكن أن يكون التفاعل سلساً. ولا ينبغي أن تعتبر الترتيبات خاصة بل عادية أو شاملة، كما يُفهم من الاتفاقية.
وفي الشارع، يتطلب التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة الذوق السليم والاحترام؛ وفي سياق مهني، يقتضي التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة التحلي بالمهنية. أي بالضبط ما يتوقعه منا وكلاؤنا أو معارفنا غير المعوقين، بلا زيادة ولا نقصان. ويكون التفاعل أيسر كلما كانت القواعد هي ذاتها للجميع وكل شخص مرحباً به.
ورهناً بالشخص الذي نحتاج إلى اللقاء به، أو مقابلته أو العمل معه، قد تكون بعض الترتيبات و/أو التحضيرات مطلوبة. وهذا أمر ينبغي أن نستعين به كجزء من عملنا اليومي ومن أجل جميع أنواع المقابلات والاجتماعات. أي هل أزيلت جميع الحواجز المادية واللغوية؟ وماذا عن الحواجز النفسية؟
لا تفترض أو تتصرف كما لو أن الأشخاص ذوي الإعاقة أبطال أو شجعان لمجرد أنهم معوقين. فهذا يكرس الفوارق. فالأشخاص ذوو الإعاقة لهم مواطن قوة ومواطن ضعف حالهم حال الأشخاص غير المعوقين.
لا تخلو المصطلحات التي تستخدم للإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة أو التعامل معهم من أهمية. وبعض الكلمات والجمل قد تكون جارحة، أو مثبطة للعزم و/أو سطحية. ولا ينبغي أن يعرَّف الأشخاص على أساس إعاقتهم. وتشجع المصطلحات الملائمة على الاحترام وتجسد فهماً أعمق بالإعاقة. ويعد التواصل المناسب مهماً مع جميع المحاورين. وهذه المهارة أساسية للمشاركين الذين يقيمون اتصالات يومية مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ويتدخلون مع السلطات التي تدافع عن حقوقهم وتؤكد عليها، وتجري مقابلات أو تصيغ تقارير.
وقد اختار الأشخاص ذوو الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم بعض المصطلحات من قبيل "الأشخاص ذوو الإعاقة"، وفي هذه الحالة من الهام أن نستخدم هذه المصطلحات. بيد أنه عند تحديد المصطلحات المقبولة، هناك دوماً احتمال الانتقال إلى ما هو مستصوَب سياسياً منها، وقد يكون بذاته حاجزاً أمام حرية التعبير وانسيابها. ومع ذلك، ينبغي أن تُدرك أن بعض اللغات قد تعزز القوالب النمطية وقد تكون مسيئة للأشخاص ذوي الإعاقة. وإذا لم نستخدم لغة مناسبة، فكيف لنا أن نتوقع تغييراً في المواقف ذي مصداقية؟