دال – مفهوم الإعاقة في الاتفاقية

تنص ديباجة الاتفاقية على أن الإعاقة تشكل مفهوماً لا يزال قيد التطور، بيد أنها تجسد نموذجاً اجتماعياً للإعاقة لأنها توضح أن الإعاقة تنتج عن التفاعل بين الأشخاص ذوي العاهات والحواجز الخارجية التي تحول دون مشاركتهم في المجتمع |الفقرة | |ﻫ من الديباجة|.

ومن هذا المنظور، يستند الإطار المجسد في الاتفاقية إلى المفهوم بأن البيئة الخارجية، والمواقف المجسدة في بنائها، تلعب دوراً محورياً في تهيئة الحالة المصطلح عليها "الإعاقة". وهذا يتناقض بوضوح مع النموذج الطبي للإعاقة، الذي يستند على مفهوم "الجسد المعطوب"، حيث تكون الإعاقة هي النتيجة البديهية لعلة بدنية أو عقلية أو حسية لدى الشخص المعني.

وبسبب هذا النهج، لا يمكن أن يكون مفهوم "الإعاقة" مفهوماً جامداً بل إنه يتوقف على البيئة السائدة التي تختلف من مجتمع إلى آخر. وبينما تقرّ الاتفاقية بأن الإعاقة مفهوم قيد التطور، فهي تؤيد بوضوح فهم الإعاقة باعتبارها مفهوماً منشأه المجتمع، لأنها تصرح بأن الإعاقة "تحدث بسبب التفاعل بين الأشخاص المصابين بعاهة والحواجز في المواقف والبيئات المحيطة التي تحول دون مشاركتهم مشاركة كاملة وفعالة في مجتمعهم على قدم المساواة مع الآخرين".

وتبعاً لهذا المفهوم، لا تقدم الاتفاقية تعريفاً حاسماً عمّن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة، بل إنها تصرح أنهم يشملون من يعانون من عاهات طويلة الأجل بدنية أو عقلية أو ذهنية أو حسية، قد تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين |المادة ١، الغرض|.

: |٥| ومن العناصر الهامة التي ينبغي تدارسها ما يلي

.والإشارة الصريحة للحواجز، الخارجة عن إرادة الشخص المعني، باعتبارها عوامل تشكل الإعاقة تمثل خطوة هامة بعيداً عن المفاهيم التي تساوي بين الإعاقة والقيود الوظيفية