Skip to main content

الحرية الدينية

"الفن في خدمة حقوق الإنسان"

10 حزيران/يونيو 2020

لا تقتصر حقوق الإنسان على القوانين فحسب، بل يمكن الفنّ أن يعبّر عنها أيضًا.

تُعرَض سلسلة من التقارير الوثائقية بشأن تنوّع المعتقدات على شاشات التلفزيون في أوائل شهر حزيران/ يونيو. وتوثّق سلسلة آمنوا لترَوا إيمان اثني عشر قائدًا روحيًا من حول العالم وفلسفاتهم وتعاليمهم. وصاحبة الفكرة هي مصوّرة مقيمة في الأرجنتين اسمها غابي هيربشتاين، وهي تعمل على السلسة منذ ثلاث سنوات.

وقد أعلنت إنها أرادت أن تُخبر قصص قادة دينيين وروحيين لأنّها ترغب في أن تبيّن أنّ أنظمة المعتقدات والثقافات تتشارك جميعها رسائل الكرامة والحقوق المتساوية لجميع البشر، على الرغم من أنّها قد تبدو مختلفة عن بعضها البعض.

وأكّدا قائلة: "أرى أنّ التغيير آتٍ من العالم الروحي. فمن أجل إعداد سلسلتي الوثائقية، سافرت إلى الأرجنتين والنمسا وغرينلاند ومالطا والمكسيك والهند وروسيا والولايات المتحدة الأميركية كي ألتقي قادة روحيين وأشاركهم احتفالاتهم".

وفي خلال إجراء الأبحاث حول الأديان وحقوق الإنسان، وقعت هيربشتاين على إعلان بيروت "الإيمان من أجل الحقوق" وتعهّداته الـ18 ورأت أنّ مبادرة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان هذه تناسب مشروعها على أكمل وجه.

وتتذكّر قائلة: "ربّاه كم أنّ رسائل مشروع آمنوا لترَوا ومبادرة الإيمان من أجل الحقوق متطابقة! فأرسلتُ إلى مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان رسالة إلكترونية عرضتُ فيها فكرة المشروع واقترحتُ تعاونًا فيما بيننا."

فوافقت المفوضية وعرضت عليها أن تورد رابطًا على مجموعة الأدوات الخاصة بالإيمان من أجل الحقوق Faith4Rights# إلى مشروعها وأن تنشره على شبكة الإيمان من أجل الحقوق. وقد أعلن إبراهيم سلامة من مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان أن مشروع هيربشتاين الفني يلقى صدى جيدًا على مستوى مجموعة الأدوات، بما أنّ الفنّ يخاطب القلوب والعقول.

وأضاف قائلاً: "تعرض مجموعة الأدوات الخاصة بالإيمان من أجل الحقوق Faith4Rights# أمثلة ملهمة للتعبير الفني، عبر صور وفيديوهات ومقاطع موسيقيه والارتجال والرقص وفن الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي والرسوم المتحركة والخط. وتشتمل مجموعة الأدوات أيضًا اثنتي عشرة حالة للنقاش تُبرِز تقاطع الالتزامات الـ18 وتعزّز مهارات الجهات الفاعلة الدينية على إدارة مواقف الحياة الفعلية وتوجيهها نحو أهداف مبادرة "الإيمان من أجل الحقوق" المشتركة.

وفي خلال مشاورات عالمية افتراضية عُقِدَت مؤخّرًا مع جهات فاعلة روحية ومنظمات دينية، شدّدت المفوّضة السامية ميشيل باشيليت قائلة: "عبر الانخراط مع الجهات الفاعلة الدينية المتنوعة ضمن رؤية وإطار مشتركين، نأمل في تعزيز مجتمع يعتمد الممارسة، ويتعلّم من بعضه البعض ويحفّز المبادرة الواعدة القائمة على حقوق الإنسان والتعاون والاحترام المتبادلين."

وتتعاون مبادرة "الإيمان من أجل الحقوق" مع مجموعات وأفراد روحيّين بهدف تعزيز وتطوير مجتمعات مسالمة تدعم الكرامة الإنسانيّة والمساواة للجميع، ولا تكتفي بقبول التنوّع فحسب بل تحترمه وتحتفي به بالكامل.

وتنطوي مجموعة الأدوات الخاصة بالإيمان من أجل الحقوق Faith4Rights# على 18 وحدة تعرض تمارين عملية للتعلّم من الأقران، في مجالات مختلفة مثل أثر كوفيد-19 على النساء والفتيات والأقليّات، والاستفادة من الوزن الروحي والمعنوي للديانات والمعتقدات، كما تقدّم عدّة أمثلة متنوعة عن التعبير الفني.

وقد أذهل تنوع القادة الروحيين الذين عرّفت عنهم السلسلة الوثائقية، في مجالات العلوم والجغرافيا والتاريخ والثقافة، محطّة ناشيونال جيوغرافيك، فوافقوا على بث السلسة على قنواتها المختلفة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية خلال شهر حزيران/ يونيو 2020. ولا تقتصر السلسلة على قادة من الديانات الأساسية فحسب ولكنّها تعرض أيضًا القادة الروحين من الشعوب الأصلية وكلماتهم لمزيد من الإلهام. وكان من المقرّر أن يتمّ بثّ السلسلة في وقت سابق، ولكن وباء كوفيد-19 أخّر إطلاقها.

وأكّدت يربشتاين أن الوباء زاد من الحاجة إلى هذه السلسة ومن أهميّة رسالتها.

وختمت قائلة: "المشروع بمثابة جسر عبور. إنّ مشروع آمنوا لترَوا هو مشروع عن إيماننا بأنفسنا، وعن "الوحدة في التنوع"، حيث يدرك الناس أن كل هؤلاء المعلمين والشيوخ والقادة الروحيين يحملون الرسالة نفسها، ولو بلغات وأدوات مختلفة. فهم يساعدوننا على أن نتذكّر أنّنا نحمل في داخلنا كلّ ما يلزم."

في 10 حزيران/ يونيو 2020

الصفحة متوفرة باللغة: